اقتبسوا . وأنت تجد بعض هذه القواعد الأصولية في رواياتهم الكثيرة الوفيرة المبثوثة في مطاوي كتب الأخبار ، ومجاميع الأحاديث [1] ، وهذه شواهد تاريخيّة على ذلك حيث تكشف عن وجود بذرة التفكير الأصولي عندهم . وإذا نظرنا نظرة فاحصة نجد أنّ أوّل من صنّف في الأصول هو هشام ابن الحكم ، وهو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، إذ صنّف كتاب الألفاظ ومباحثها ، كما صرّح به ابن النديم في الفهرست [2] . وجاء من بعده يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين ، صنّف كتاب اختلاف الحديث ومسائله عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ، وهو مبحث تعارض الحديثين ، كما ذكره الشيخ في الفهرست [3] ، والسيد الصدر في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام [4] . 2 - العصر التمهيدي : وهو - كما قيل - عصر وضع البذور الأساسية لعلم الأصول [5] ، واستمرّ على نحو قرنين من الزمن ، ابتداء من عصر الغيبة سنة 260 ه إلى زمن الشيخ الطوسي ( ت 460 ه ) . ومن مختصّات هذا الدور التأليف والتصنيف وشرح الأحاديث الواردة عن الأئمّة عليهم السلام في المقام ، والشيخ رحمه اللَّه هو الحلقة الوسطى في هذا الدور والَّذي يليه ، ومن أعلام هذه الفترة : الحسن بن موسى النوبختي ، ذكره ابن النديم في الفهرست ، وقال : متكلم
[1] أنظر على سبيل المثال ، المجلد الأول من جامع أحاديث الشيعة . [2] ص 244 . [3] ص 181 رقم 789 [4] ص 310 - 311 [5] أنظر المعالم الجديدة - للسيد محمد باقر الصدر - : 87 .