responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : الشيخ محمد رضا النجفي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 75


يكاد أن يربو على ألفاظها الأصلية ، وتكثر في العربية المعرب والدخيل .
ثم إن الصنائع المخترعة والمكتشفات الجديدة تستدعي بالطبع وضع الألفاظ المولدة ، كما أن توسعة نطاق العلوم توجب جعل الاصطلاحات العلمية فتحدث في اللغة ألفاظا كثيرة لا عهد لأربابها الأقدمين بها ، ولا شك أن أحد الكتب المصنفة في الحكمة أو الأصولين لو عرض على عرب زمان الجاهلية لزعمته من الرطانة الهندية أو اليونانية .
وبالجملة كلما كثرت الألفاظ التي تستعمل على نحو من التوسعة يعود وضعا تعينيا للمستعل فيه ، والتي على سبيل التحريف فتكون لغة أصلية كأكثر أمثلة الاشتقاق الكبير والأكبر ولغيرهما من أسباب كثيرة يد قوية في حصول التباينات بين المتقاربة من اللغات ، وهذا المقام يتحمل بحثا طويلا نكله إلى تتبع الناظر وتأمله ، وإنما غرضنا الإشارة لا التفصيل ، هذا .
وأما قوله تعالى [1] : ( وعلم آدم الأسماء ) [2] فلا ينافي ما قلناه ، إذ لم يظهر المراد من الأسماء ، وأنها هل كانت من قبيل اللغات أو غيرها ، وفي تفاسير أهل البيت عليهم السلام ما يدل على الثاني وعلى الأول ، فلا يعلم بأي لغة كانت ، فلعلها كانت بغير لغات البشر ، أو ببعض أصولها المجهولة ، والله العالم .



[1] هذا جواب عن احتجاج القائلين بأن الواضع هو الله تعالى ، والاحتجاج ما ذكره في الفصول وغيره ، وهو قوله تعالى : ( وعلم آدم الأسماء كلها ) . ووجه الدلالة : أن المراد بالأسماء إما معناها الأصلي أعني العلامات ، فيتأول الألفاظ لكونها علامة لمعانيها ، والتعليم فرع الوضع ، أو معانيها العرفي أعني ما يقابل الأفعال والحروف ، فيدل على وضعه لها بتقريب ما مر ، وعلى وضعه لهما لتعسر أداء المراد بها بدونهما غالبا ، ولعدم قائل بالفصل ، فتدبر . ( مجد الدين ) .
[2] البقرة : 31 .

75

نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : الشيخ محمد رضا النجفي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست