التداخل في الأسباب أو المسبّبات في باب الأغسال لكان الوجه فيه ما عرفت . وإنّما يجديه لو ثبت بالدليل وجود ماهيّتين في فرد واحد ، إحداهما متعلَّقة الوجوب ، والأخرى [ متعلَّقة ] الندب ، وليس في باب الأغسال ما كان من هذا القبيل - فيما يحضرني الآن - إلاّ ما عرفت من اجتماع الجنابة وغسل الميّت ، فإنّ ظاهر الرواية اجتماع واجبين كما عرفت ، وإن كان أمثال هذه الأمور ممّا يستدلّ به على اجتماع الحكمين فخير له التمسك بالنافلة المنذورة ، فإنّ آثار كلّ من التكليفين بادية عليها من عدم جواز الترك وثبوت العقاب عليه ، ومن بقاء آثار الاستحباب كعدم اشتراط السورة ، وجواز إتيانها على الراحلة ، فيكشف وجود أثر كلّ منهما على وجودهما . وهذا أحد الوجوه المتصوّرة فيها ، والكلام عليها وبيان المختار منها خارج عن المقام ، وإن شئت التفصيل فعليك بما ذكرناه في مسألة نذر التطوّع في وقت الفريضة من كتاب كبوات الجياد في ميدان نجاة العباد - أو - نجعة المرتاد في شرح نجاة العباد [1] ، فإني - ولا أمدح نفسي - أوضحت فيه تلك المسألة المشكلة بما لم أسبق إليه . وأما المانعون فلهم حجج قويّة ، راجع ما قرره الإمامان في الكتابين [2] ، وغيرهما من المشايخ ، فإنّ ثمّ ما ذكرناه من انضماميّة التركيب ووجود الماهيّتين معا في الخارج وإلاّ فلا مناص عن القول بالامتناع .
[1] مخطوط . [2] الشيخ محمد حسين في الفصول والشيخ محمد تقي في هداية المسترشدين .