مفاد إني مريد منك الفعل ، ولا تخالفه إلاّ في أمرين : أحدهما : أنّ دلالة الهيئة بسيطة ، ودلالة الجملة الخبرية حاصلة من عدّة دوالّ ومدلولات . والثاني : اشتمالها على المعنى الحرفي المتقدم ، وبمثله نقول في التمني ، والترجّي ، ونحوهما ، ويمكن أن يعدّ ما ذكرناه شرحا لكلام العلاّمة - الجدّ - فراجع . هذا ، وقد ذكر صاحبنا [1] العلاّمة - أدام اللَّه أيامه - في المقام ، ما حاصله - بعد تنقيحه وتوضيحه - : إنّ الإرادة وما شابهها من الصفات النفسانيّة قد يتحقق في النّفس بتحقق مبانيها ، كاعتقاد النّفع الموجب لحصول الإرادة ، أو التمني ، أو الترجي على اختلاف مواردها ، وقد توجدها النّفس لمصلحة في نفسها ، واستشهد عليه بأن المسافر قد يتعلَّق غرضه بالصوم في بلد ، وإتمام الصلاة فيه ، ويتوقف ذلك على إرادة الإقامة عشرة أيام لا على نفسها ، ولهذا يحصل الغرض بحصول ذات الإرادة ، وإن لم يمكث فيه غير يوم واحد مع الشرط المذكور في محلَّه من كتب الفروع ، فتوجد النّفس الإرادة من غير أن تكون مصلحة في متعلَّقها ، وكذلك التمني ونحوه ، وإذا تحقق هذا نقول : إن استعملت الألفاظ الدالة على هذه الصفات مع وجودها في النّفس ولو بإيجادها لها تكون مستعملة في معانيها ، ونلتزم بعدم ذلك مع عدمها مطلقا [2] . انتهى . وببالي أنه - دام إفضاله - نقل لي هذا عن سيدنا الأستاذ - طاب ثراه - مع مثال آخر ، وهو أنه لو فرض أنّ من يمكنه الاطَّلاع على الضمائر قال لرجل : إذا أردت الحج أعطيتك فرسا وألف دينار حججت أم لم تحج . فإنه لا إشكال في
[1] الحاج شيخ عبد الكريم اليزدي دم ظله العالي . ( المصنف ) . [2] درر الفوائد 1 : 40 .