responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : الشيخ محمد رضا النجفي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 139


الحاكي ، بل المحكي عنه هو الَّذي استعمل الألفاظ وألقى معانيها إلى السامع بواسطة الحاكي عنه من غير أن يكون بما هو حاك قاصدا لمعنى أو مريدا للإفهام الَّذي عرفت أنه معنى الاستعمال ، بل ربّما لا يعرف معاني تلك الألفاظ ، ولا يدري فيما استعملت ، ولا لما ذا وضعت .
ولهذا استشكل شيخ مشايخنا [1] المرتضى - طاب ثراه - على ما نقل لنا عنه ، في قصد الدعاء من الآيات الدعائية كقوله تعالى : اهدنا الصراط المستقيم [2] في قراءة الصلاة لأنّ قراءة القرآن التي جعلت جزءا للصلاة معناها الحكاية وهي منافية لقصد المعنى .
ويمكن الجواب عنه بمنع التنافي بين الحكاية وإنشاء المعنى ، وتجويز اجتماع اللحاظين معا على حذو ما سبق في بحث استعمال المشترك في معنيين ، ومع الغض عن ذلك ، نقول : يكفي في صدق القراءة الدعاء بألفاظ القرآن بقصد أنه من القرآن كما تمدح الملك - مثلا - بشعر غيرك فتقول : أنت كما قال فلان : « فإنك شمس والملوك كواكب » .
وتكون حينئذ قد أنشأت مدحة الملك وأنشدت شعر غيرك .
وإن شئت تركت قراءة الآيات على حكايتها ، وجعلت الدعاء داعيا على الحكاية ، وذلك كاف في تحقّق الدعاء .
وفذلكة القول في المقام : أنّ الحكاية تنزيل الحاكي صوته منزلة صوت غيره فما هو إلاّ كناقلة الصوت [3] المتعارفة في هذا الجيل ، أو كالصدى المسموع



[1] الشيخ مرتضى الأنصاري ، وقد عبّر عنه المصنّف في غير هذا المقام ب ( الشيخ الأعظم ) . ( مجد الدين ) .
[2] الفاتحة : 6 .
[3] وهي آلة لهويّة متعارفة بين جمع من أبناء الزمان ، والظاهر أنها مسمّاة في اللغة الأروبائية ب ( فنوگراف ) وفي اللغة العربية المباركة ب ( حفظ الصوت ) و ( حافظة الصوت ) وغيرهما كمّا تركنا ذكره . ( مجد الدين ) .

139

نام کتاب : وقاية الأذهان نویسنده : الشيخ محمد رضا النجفي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست