السلام » [1] فتأمل . ومن الطريف أنّ هذا المحدّث لم يقنع بما ادّعاه في هذا الباب ، حتى أتبعه بباب آخر ، عنوانه « باب عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر كلام النبي صلَّى اللَّه عليه وآله المروي من غير جهة الأئمة ما لم يعلم تفسيره منهم عليهم السلام » [2] واستدلّ على ذلك بعدّة روايات أجنبية عن عنوان الباب . ومن أطرفها : رواية « أنا مدينة العلم وعلي بابها » [3] . ولا أدري أيّهما أعجب ، المدّعى أم الدليل ؟ ( رجع ) فاستبان ممّا عرفت أنّ اللازم على المتخاطبين معرفة الظاهر من غيره . ( كيف تعرف الظواهر ؟ ) وأوّل ما يتوقّف معرفتها عليه ، وأهمّه معرفة مواد اللغات من الأسماء والأفعال والحروف والهيئات ، وأنّها لأيّ معنى وضعت . وقد ذكروا لذلك طرقا منها : نصّ الواضع ، وهذا وإن كان من أجدى الطرق ، بل هو الطريق الأصلي لمعرفة الوضع وغيرها طرق إليه ، لما عرفت في مبحث الوضع من أنّ الإعلام متمّم للوضع ، ولا يكون إلاّ بنصّه أو بما يقوم مقامه كالاستعمال مع القرينة ، ولكن الشأن في الاهتداء إلى ما نصّ عليه ، ولا يمكن ذلك إلاّ بأحد أمرين : إمّا مزاولة كلماتهم ، وتتبّع مواقع اللفظ في منثور الكلام ومنظومه حتى يكون من أهل الخبرة باللغة ، بل يعدّ أحد أهلها ، وإمّا بالرجوع إلى أهل الخبرة
[1] الباب 13 من أبواب صفات القاضي . [2] الوسائل ، الباب 14 من أبواب صفات القاضي . [3] الوسائل ، الحديث 4 من الباب 14 من أبواب صفات القاضي .