الغرضين ، وأين ذلك من المقام الَّذي لا يمكن نيل الأهم ، إلاّ برفع اليد عن المهمّ . ( القول في المقدمة الموصلة ) لا شك في أنّ الإيصال كيف ما اعتبر ، لا دخل له في مقدّمية المقدّمة ، وإلاّ لزم الدور الواضح [1] ، إذ الإيصال عنوان ينتزع من تأثيرها في ذي مقدّمتها ، فيتوقف إذن على مقدّميّتها ، ولو توقفت المقدّمية على الإيصال لزم المحال [2] المذكور ، وهذا لوضوحه في غنية عن البيان ، فضلا عن الإطالة في الكلام عليه ، كما صنعه مقرّر الشيخ [3] . وأيضا لا شك في أن الإيصال لا يمكن اعتباره في الوجوب ، لما عرفت من أنّ مقدمات الواجب تابعة له إطلاقا واشتراطا ، وهذا أيضا من الوضوح بمكان ، فلا داعي إلى جعله من محتملات القول بوجوب خصوص الموصلة ، والإسهاب [4] في ردّه كما صنعه صاحبنا [5] العلاّمة أدام اللَّه أيامه [6] . وقد صرّح مشيّد صرح [7] الموصلة صاحب الفصول بوضوح فساده ، فالتعب في ردّه يذهب إدراج [8] الرياح [9] . -
[1] لأنّ المقدّمية تتوقف على الإيصال ، لأنّ ذلك هو المفروض ، والإيصال يتوقف على المقدّمية ، لأنّ الإيصال - كما بيّنه - عنوان ينتزع من تأثير المقدّمة في ذيها ، فتدبّر وتأمّل ، فإنّ المقام من مزال الأقدام . ( مجد الدين ) . [2] يعني الدور المتقدم . ( مجد الدين ) . [3] انظر مطارح الأنظار : 77 . [4] الإسهاب مصدر من باب الإفعال ومعناها : الإطناب . ( مجد الدين ) . وانظر لسان العرب 1 : 475 . [5] وهو الشيخ عبد الكريم اليزدي الحائري ، وصنع ذلك في كتابه المسمّى بالدرر الفوائد . ( مجد الدين ) . [6] درر الفوائد 1 : 82 . [7] أي : القصر . ( مجد الدين ) وانظر مجمع البحرين 2 : 384 ( صرح ) . [8] بفتح الهمزة . ( مجد الدين ) . [9] مثل عربي يضرب في مقام الإشارة إلى عدم الفائدة لمناسبة معناه . ( مجد الدين ) .