اللفظي الطفيف [1] ، إلى الغلط في مسألة عقلية كلامية ، ويفارق ما عليه عامة الإمامية . وقد عرفت بما بيّنا من صحيح مرامه ونقلنا من واضح كلامه ، أنّ الَّذي حققه في المقام مما لا يسع أحدا إنكاره ، مجبرا كان أو عدليّا ، إماميّا كان أو معتزليّا . وإذا انتهيت إلى كلام شيخنا صاحب تشريح الأصول في الاعتراض على هذا الإمام ، وتأمّلت في تلك الإشكالات السبعة المملَّة ، وأضفت إليه ما أورده غيره عليه ، علمت أنّ العلامة - الجدّ - بواد ، وهؤلاء في واد ، وأنّه يحق له أن يتمثل بقول القائل : سارت مشرّقة وسرت مغرّبا * شتّان بين مشرّق ومغرّب وبالجملة المسألة كما عرفت عقلية كلامية ، لا لفظية لغويّة ، وإن أوهم خلافه ظاهر الكفاية ، حيث فسّر اتحاد الطلب والإرادة بقوله : بمعنى أنّ لفظيهما موضوعان بإزاء مفهوم واحد ، إلى آخره ، وهي في نفسها واضحة ليست بذات أهمية ، ولكنّ الدفاع عن العلاّمة - الجدّ - ألجأنا إلى التطويل ، أداء لبعض حقوقه ، حذار عقوقه ، والفضل بيد اللَّه ، وللكلام تتمة تقف عليها قريبا إن شاء اللَّه . ( معنى الإنشاء والفرق بينه وبين الإخبار ) قال الشيخ الأستاذ [2] - طاب ثراه - في الفوائد ، ما نصه : « إنّ الإنشاء هو القول الَّذي يقصد به إيجاد المعنى في نفس الأمر ، لا الحكاية عن ثبوته وتحقّقه في موطنه من ذهن أو خارج ، ولهذا لا يتصف بصدق ولا كذب ، بخلاف الخبر ،
[1] الخفيف . ( مجد الدين ) . [2] الشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب الكفاية . ( مجد الدين ) .