عن المموّه [1] صافي الذهب ، وجمعت فيه خلاصة ما وصل إليه الفكر ، وما تلقّيته عن مشايخ العصر ، لا سيّما ما استفدته عن سيدي ومولاي وأستاذي ومن عليه استنادي وعنه إسنادي ، الإمام العلاّمة أبي المكارم السيد محمد الفشاركي الأصفهانيّ ، ثم الحائري النجفي ، أعلى اللَّه تعالى في غرف الجنان رتبته ، وسقى بصيّب الغفران تربته ، فقد حرصت على أن لا يشذّ عني شيء منه ، فجعلت جمعه وكدي [2] ، بعد ما بذلت في فهمه جهدي ، وأنا أعلم أنه قد فاتني منه الكثير ، وأنّ مثلي لا يخلو في فهم مقاصد مثله عن قصور وتقصير ، فما وجدت فيه من السفاسف فذلك من نقصان هذا العبد ، والكمال للربّ سبحانه وحده ، وقد يتكهّم العضب الصيقل ، ويضلّ الخريت عن لاحب السبيل ، ولكن رجائي منك لحسن ظني بك ، أن لا تسارع في الانتقاد ، وأن تحكم قبل قيام البينة بالفساد ، ولك الحكم بعده إن ألزمت نفسك الإنصاف ، الَّذي هو من أشرف الأوصاف . هذا ، وقد سبق من هذا الكتاب جزء في مسألتي الوضع والاستعمال ، جعلته كالمدخل إليه ، وأفردته عنه لعذر بيّنته فيه ، وأنا أشرع بتوفيق اللَّه تعالى في بيان سائر مباحث الألفاظ ، وأجعل عناوين المسائل غالبا ما هو المصطلح عليه لدى أهل العلم في هذا الزمان . ( الحقيقة الشرعية ) قال في الفصول ، ما لفظه : « الحقيقة الشرعية : هي الكلمة المستعملة في معناها الشرعي بوضع شرعي فخرج بقولنا : في معناها الشرعي . ما استعمل في غيره ولو بوضع شرعي كإبراهيم ، وبقولنا : بوضع شرعي . الكلمة المستعملة في
[1] المموه بضم الأول وفتح الثاني وفتح الثالث مشدّدة : الذهب المزيف فهي مرادف المطلى . ( مجد الدين ) . [2] وكدي أي همي ومرامي . ( مجد الدين ) .