نام کتاب : نهاية الأصول نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 413
ويؤيد ما ذكرناه في ذلك المبحث ويشهد له بعض الآيات القرآنية و الاخبار المأثورة ، فمن الآيات قوله تعالى في سورة ( هل أتى ) : ( انا خلقنا الانسان من نطفة أمشاج نبتليه ) إلخ . بناء على كون المراد بالنطفة في هذه الآية ، الرقائق واللطائف المختلفة التي خمرت منها طينة آدم وروحه ، لا النطفة الجسمانية فراجع ما ذكرناه وحررناه في بيان الآية في تلك المسألة . ومما يدل على ذلك أيضا قوله تعالى : ( ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم ) حيث إن الانسان مع التئام روحه من اللطائف المختلفة إذا غلب فيه جانب بعضها كالشهوة والغضب مثلا ربما أدى ذلك إلى الخسران الذاتي وزوال الملكات الحسنة بالكلية ، مع أن بها إنسانية الانسان . ويشير إلى هذا المطلب أيضا ما ورد في بعض الأخبار من أن ، في قلب الانسان نكتتين : نكتة سوداء ونكتة بيضاء فإذا صدرت منه المعصية غلب السواد على البياض وربما يؤدي ذلك إلى اضمحلال النكتة البيضاء بالكلية . وكذا ما ورد من أن لقلب الانسان ، أذنين ، ينفخ في أحدهما ، الملك و في الاخر ، الشيطان ، وما ورد من أن الله تعالى بعد ان أراد خلق آدم عليه السلام ، قبض جبرئيل قبضات من السماوات السبع وقبضات من الأرضين السبع فخمر طينة آدم منها . إلى غير ذلك من الاخبار المشيرة إلى ما ذكرنا من التئام الروح الانساني من العوالم المختلفة . [ 1 ] فراجع الاخبار وتدبرها لعلك تطلع على صدق ما ذكرناه . فتأمل . الملاك للثواب والعقاب : وكيف كان ، فقد ظهر مما ذكرناه ان الفعل المتجري به يثبت له القبح و لكن لا بملاك يخص التجري بل بعين ملاك قبح العصيان و نوضح ذلك ببيان آخر وهو : ان الافعال قد تتصف تنجزه الا صيرورته بحيث يستحق على مخالفته العقوبة . فافهم . ح - ع - م . [ 1 ] قد كرر الأستاذ مد ظله هنا أيضا ما ذكره في مبحث الطلب والإرادة ردا على شيخه الأستاذ ، ولكن حيث حررناه هناك فلا نعيد و لكن لما لم يذكر الاخبار المشيرة إلى ما ذكره في ذلك المبحث أشرنا إليها هنا . ح - ع - م .
413
نام کتاب : نهاية الأصول نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 413