نام کتاب : مناهج الوصول إلى علم الأصول نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 209
قد يقال [1] : إن هذه المشتقات مستعملات في المعاني الحدثية كسائر المشتقات ، وإنما الاختلاف في الجري على الذوات ، فقولنا : هذا مسجد ، وهذا مفتاح ، كقولنا : هذا كاتب بالقوة ، حيث إن الكاتب مستعمل في معناه لا في الكاتب بالقوة ، وكذا الكلام في أسماء الأزمنة و الأمكنة والآلات ، فإن الجري فيها بلحاظ القابلية والاستعداد . وأما ما يدل على الحرفة ، فسر الاطلاق ( فيها ) مع عدم التلبس أنه باتخاذه تلك المبادئ حرفة كأنه صار ملازما للمبدأ دائما . انتهى ملخصا . وفيه : أن تلك المشتقات مع قطع النظر عن الجري والحمل تفيد معاني غير معاني المشتقات المتعارفة ، فالمساجد بمفهومه التصوري يدل على المكان التهيئي للعبادة ، وكذا المفتاح ، ولفظ التاجر و الحائك بمفهومهما التصوري يدلان على الحرفة ، وإنكار ذلك مكابرة ، فدلالة هذه على تلك المعاني غير مرتبطة بالجري والحمل . فلا محيص بعد عدم الالتزام بتعدد الأوضاع أن يقال : أما في مثل التاجر والخياط - مما تدل على الحرفة والصنعة - فإنها استعملت في تلك المعاني أولا بنحو المجاز فصارت حقيقة إما باستعمال المواد في الصنعة والحرفة ، أو استعمال مجموع المادة و الهيئة مجازا ، باعتبار أن المشتقات كأنها كلمة واحدة مادة وهيئة كسائر العناوين البسيطة . وهذا - أيضا - لا يخلو من بعد ، وحيث إن المتبادر منها الحرفة والصنعة