responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد إسحاق الفياض    جلد : 1  صفحه : 77


استقلال بالذات ، بل هي عين الربط لا ذات له الربط .
وأفاد في وجه ذلك ما ملخصه : أن المعاني الحرفية تباين الاسمية ذاتا بدون أن تشتركا في طبيعي معنى واحد ، فإن الفرق بين الاسم والحرف لو كان بمجرد اللحاظ الآلي والاستقلالي وكانا متحدين في المعنى لكان قابلا لأن يوجد في الخارج على نحوين كما يوجد في الذهن كذلك ، مع أن المعاني الحرفية : كأنحاء النسب والروابط لا توجد في الخارج إلا على نحو واحد وهو الوجود لا في نفسه .
وبيان ذلك : أن الفلاسفة قد قسموا الوجود على أقسام أربعة :
القسم الأول : وجود الواجب تعالى شأنه ، فإن وجوده في نفسه ولنفسه وبنفسه ، يعني : أنه موجود قائم بذاته ، وليس بمعلول لغيره ، فالكائنات التي يتشكل منها العالم بشتى ألوانها وأشكالها معلولة لوجوده تعالى وتقدس ، فإنه سبب أعمق ، واليه تنتهي سلسلة العلل والأسباب بشتى أشكالها وأنحائها .
القسم الثاني : وجود الجوهر ، وهو وجود في نفسه ولنفسه ولكن بغيره ، يعني :
أنه قائم بذاته ، لكنه معلول لغيره ، ولذا يقال : الجوهر ما يوجد في نفسه لنفسه .
القسم الثالث : وجود العرض ، وهو وجود في نفسه ولغيره ، يعني : أنه غير قائم بذاته ، بل متقوم بموضوع محقق في الخارج وصفة له ، فإن وجوده في نفسه عين وجوده لموضوعه ، فلا يعقل تحقق عرض ما بدون موضوع موجود في العين ، ولذا يقال : العرض ما يوجد في نفسه لغيره ، ويسمى ذلك الوجود بالوجود الرابطي في الاصطلاح .
القسم الرابع : الوجود الرابط في مقابل الوجود الرابطي ، وهو وجود لا في نفسه ، فإن حقيقة الربط والنسبة لا توجد في الخارج إلا بتبع وجود المنتسبين من دون نفسية واستقلال لها أصلا ، فهي بذاتها متقومة بالطرفين لا في وجودها ، وهذا بخلاف العرض فإن ذاته غير متقومة بموضوعه ، بل لزوم القيام به ذاتي وجوده .

77

نام کتاب : محاضرات في أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد إسحاق الفياض    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست