responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد إسحاق الفياض    جلد : 1  صفحه : 128


الأمر الثامن علامات الحقيقة والمجاز إنهم ذكروا للحقيقة علائم :
منها : التبادر ، وهو : خطور المعنى في الذهن بمجرد سماع اللفظ وإطلاقه ، من دون لحاظ أية قرينة وعناية في البين : من حالية أو مقالية . ومن الواضح أن مثل هذا التبادر معلول للوضع لا محالة ، وكاشف عنه كشفا إنيا .
والوجه في ذلك : هو أن دلالة اللفظ لا تخلو : إما أن تكون ذاتية ، أو تكون جعلية . وعلى الثاني : إما أن تكون الدلالة مع القرينة ، أو بدونها .
أما الأولى : فقد عرفت بطلانها على ما حققناه في مسألة الوضع .
وأما الثانية : فهي خارجة عن مفروض كلامنا في المقام ، فيتعين الثالثة ، فيدل التبادر على الوضع .
وبتعبير آخر : أن مطلق تبادر المعنى من إطلاق اللفظ وفهمه منه ليس علامة لإثبات الحقيقة ، بل العلامة حصة خاصة منه ، وهي : فهم المعنى من اللفظ نفسه بلا معونة خارجية ، وهي كاشفة عن الوضع لا محالة ، كما يكشف المعلول عن علته .
وقد يورد على ذلك : باستلزامه الدور . بيانه : أن من المعلوم بالضرورة أن الوضع وحده لا يكفي للتبادر ، ولا يكون علة تامة له ، فإن الموجب للتبادر هو العلم بالوضع لا نفسه ، فلو انتفى العلم به انتفى التبادر ، فينتج : أن التبادر في الحقيقة معلول للعلم بالوضع ، فلو كان العلم بالوضع متوقفا عليه لدار .
وأجاب عنه المحقق صاحب الكفاية [1] ( قدس سره ) بوجهين :
الأول : أن التبادر عند العالم بالوضع علامة الحقيقة للجاهل به ، فالمستعلم



[1] انظر كفاية الأصول : ص 33 .

128

نام کتاب : محاضرات في أصول الفقه نویسنده : الشيخ محمد إسحاق الفياض    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست