السعية في الوجود مع كثرة الموجود فيمكن ان يقال ان الحركة كانت سريعة في السابق والآن كذلك فلو كان ما انقضى معدوما فلازمه عدم الحاضر أيضا لاتصالهما والشاهد على ذلك جريان الاستصحاب في الزمانيات مثل بقاء الليل والنهار للصوم والإفطار ولا يكون الا من جهة ان العرف يرى الزمان مثل النهار وأحدا متصلا فكذلك السرعة بالنسبة إلى ما انقضى من الحركة فمن الممكن ان يصدق المشتق في الزمان بيوم أو شهر أو سنة أو سنوات كما تقول العاشوراء مقتل الحسين عليه السلام . وأجاب شيخنا النائيني ( قده ) عن الإشكال بان الأسماء موضوع لكلي الزمان فمثل عاشوراء موضوع لطبيعي عاشر المحرم دون الشخصي والطبيعي باق على أي حال مثل الحركة القطعية والتوسطية فان الأولى موضوعة للأشخاص دون الثانية لأنها بمعنى الكون بين المبدأ والمنتهى فالقطعية وان انصرمت ولكن التوسطية باقية . ويرد عليه ان الموجود الزماني يحتاج إلى زمان شخصي والمكاني إلى مكان شخصي والكلي لا يكون ظرفا للشخص . الجهة السادسة في الاستدلال على ان المشتق حقيقة في الأعم من المتلبس بالمبدإ أقول قد استدلوا على مرامهم أولا بصدق أكثر المشتقات مع الغفلة عن زمان التلبس وعدمه كما يقال زيد محصل مع انه نائم وكذلك الشاعر والتاجر صادقان في حال النوم بالنسبة إلى من يكون شغله إنشاء الشعر والتجارة . وفيه ان القائلين بذلك قالوا بمجازية هذه العناوين بالنسبة إلى من لم يتلبس بالمبدإ أصلا ولو كان الأمر كما يقولون يجب ان يقولوا به في جميع المقامات لأنه مع عدم اتصاف الذات بالمبدإ فعلا لا فرق بين ان يكون موجودا فيها ثم عدم أو لم يصر موجودا فيها من أول الأمر . وقد أجاب المحقق الخراسانيّ ( قده ) عنهم فقال بان المبدأ في المشتق اما ان يكون صنعة كالنجار أو حرفة كالبقال والعطار أو ما فيه الاقتضاء لشيء مثل السقمونيا مسهل والسنا مسهل ففي صورة كون المبدأ من هذا القبيل لا فرق بين صورة التلبس