عمل » حزب الدعوة الإسلامية « والإشادة الكبيرة بذلك : أنّ آية اللَّه الحكيم طلب مني أن لا أكون في التّنظيم ، وأنا أفهم أنّ هذا رأي إلزامي له ، وعليه فأتوقف الآن عن الانتماء إلى التنظيم ، طالبا منكم الاستمرار بجدّ في هذا العمل ، وأنا أدعمكم في عملكم الإسلامي المبارك » . انتهى ما أخذته من الحاج صالح الأديب حفظه اللَّه . وبعد ذلك مضت الأيام واللَّيالي ، إلى أن تصدّى السيد الشهيد الصدر - رحمه اللَّه - للمرجعيّة بالتدريج من بعد وفاة المرحوم آية اللَّه العظمى الحكيم ، وطرح أخيرا فكرته عن ضرورة الفصل بين جهاز المرجعيّة الصالحة والتنظيم الحزبي ، بسبب أن المرجعيّة الصالحة هي القيادة الحقيقيّة للأمّة الإسلاميّة وليس الحزب ، وانما الحزب يجب عليه أن يكون ذراعا من أذرع المرجعيّة وتحت أوامرها ، والتشابك بين التّنظيم الإسلامي والجهاز المرجعي يربك الأمور . وما يدرينا لعلّ الأستاذ الشهيد ( رحمه اللَّه ) كان مؤمنا بهذه الفكرة منذ تأسيسه للحزب ، وإن أجّل إبرازها للوقت المناسب ، فلم يكن هناك تناقض بين المرحلتين من عمله . وقد أنشأ - رحمه اللَّه - في بيته ضمن العشرة الأخيرة من سني عمره المبارك ، مجلسا أسبوعيّا كان يضمّ عينة طلَّابه ، وكان يتداول معهم البحث في مختلف الأمور الاجتماعية والقضايا الأساسية ، وكانت تطرح في هذه الجلسات الكثير من مشاكل المسلمين في شتى أرجاء العالم ، وكان يبرز لمن يحضر هذه الجلسات مدى تبنّي الأستاذ الشّهيد لتلبية حاجات المسلمين في كل مكان من البلاد الإسلامية وغيرها ، وتفكيره الدائب في كل ما ينفع الإسلام والمسلمين ، وتخطيطه الحكيم للحوزات العلمية ، ولملأ الشواغر العلمائية في كل بلد يوجد فيه تجمّع إسلامي ، ولإرشاد العاملين ضدّ الكفر والطَّاغوت في جميع البلدان ، وتنشيط الحيويّة في المسلمين جميعا ، وما إلى ذلك ولست هنا بصدد سرد الأبحاث الَّتي كانت تدار في تلك الجلسات الأسبوعية إلَّا بالمقدار الراجع من تلك الأبحاث إلى ما نحن بصدده من بيان استراتيجيته - رحمه اللَّه - في العمل السياسي ، وهي ثلاث نقاط :