ووضعه للحلول الشافية لها ، فحقا إن أستاذنا الشهيد لم يكن من أولئك المفكَّرين التقليديّين الذين لا يفكَّرون إلَّا في ما تعارف بحثه في الأزمنة السالفة ، بل كان عالما بزمانه ، طبيبا روحيّا يعالج في كتبه أمراض المجتمع الحاضر ، مواكبا لمشاكل الأمّة الإسلاميّة وآلامها وآمالها ، يقارع الفلسفات المادّية الحديثة بكتاب ( فلسفتنا ) ، ويثبت التلازم بين الإيمان بالعلم الحديث والتجربة وبين الإيمان باللَّه تعالى ، بما له من منطق رصين في كتاب ( الأسس المنطقية للاستقراء ) ، ويعارض الأصول الاقتصادية الكافرة الحديثة مع إعطاء البديل الإسلامي في كتاب ( اقتصادنا ) وفي كتيّبات اقتصادية ، وحينما يستفتى من قبل بعض المؤمنين في الكويت عن طريقة تأسيس البنك بلا ربا يؤلَّف في الجواب كتابا في البنك اللاربوي ، وحينما يتحقّق انتصار الإسلام في إيران يكتب ستّ حلقات لتغطية الحاجات الفكرية الإسلامية المستجدّة في إيران على أساس الانتصار ، وما إلى ذلك مما يدلّ على مواكبته - رضوان اللَّه عليه - للحياة ولحاجات المسلمين بحكمة وحنكة فائقتين .