responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 555


وجعلهم به ، لا يستلزم حكم الشارع بما هو شارع به ، ولكنه يستلزم حكمه به بما هو عاقل ، بمعنى انه يتضمن حكمه به ، إذ هو أيضا أحد العقلاء ، وقد فرض تطابق العقلاء عليه . وحكم الشارع بما هو عاقل ينتج نفس نتيجة حكمه بما هو شارع ، من ترتب الثواب والعقاب ، فإن المدح والذم المترتّبين على فعل الحسن والقبيح يختلفان باختلاف فاعل المدح والذم ، فمدح العبد الذليل العاجز وذمّه شيء ، ومدح المولى العزيز القادر وذمه شيء آخر . ومدح المولى عبارة عن ثوابه وذمّه عبارة عن عقابه .
أقول : ان المفروض ان العقلاء انما تطابقوا على الحكم لا بمجرد أنهم عقلاء ، والا لرجع ذلك إلى حكم العقل لا إلى حكم العقلاء وجعلهم ، بل انما تطابقوا على الحكم وتوافقوا عليه لاشتراكهم في شيء آخر أيضا ، وهو الميل النفساني لهم إلى جلب المصلحة ودفع المفسدة . فلما رأوا ثبوت مصالح عامة ونوعية في بعض الأمور ، ومفاسد كذلك في بعضها ، تطابقوا على مدح مرتكب الأول ، وذم مرتكب الثاني ، كي يسعد بذلك المجتمع . وسعادة المجتمع ترجع إلى سعادة الأفراد ، والشارع ليس شريكا مع العقلاء في مصالحهم ومفاسدهم ، ولا ينتفع بما ينتفعون به ، ولا يتضرر بما يتضررون به ، وهو غنيّ عن العباد ، غير محتاج إلى طاعتهم ، ولا متضرر بمعصيتهم . فدلالة تطابق العقلاء بالتضمن على تطابق الشارع معهم غير صحيحة ، لأن نكتة التطابق انما توجب تطابق العباد فيما بينهم ، ولا ترتبط بالمولى العزيز [ 1 ] .

555

نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 555
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست