responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 484


وتوضيح ذلك : أن الفلاسفة الماديين يرجع لبّ كلامهم إلى دعوى حصر مصدر المعرفة بالتجربة ، لا إلى التشكيك في استنباط العقل على الإطلاق ، فهم يقولون : أن المصدر الوحيد الذي يكون من حق العقل استقاء المعارف منه هو التجربة ، وحتى أبده البديهيات كقولنا : الكل أعظم من الجزء ، والواحد نصف الاثنين ، إنما يعرف عن طريق التجربة التي مضت في عصر حياة الإنسانية ككل ، أو تجربة الفرد الموجود من الإنسان بنفسه . أما الفلاسفة الشكاكون فهم يشككون في أصل إدراك العقل سواء فرضناه مستمدا من التجربة أولا .
وكلام الأخباريين في المقام يشبه هذا المدعى دون مدعى الماديين ، فهم ينكرون أن يكون من حق العقل مثلا درك وجوب مقدمة الواجب ولو عن طريق التجربة ، بأن نفترض إيقاع التجارب على أكبر عدد ممكن من أفراد الإنسان فنعرف أن انقداح حبّ الشيء في النفس وإرادته يستلزم انقداح حب مقدمته فيها وإرادتها .
هذا . ولا يفترق الحال - في مدى صحة أو عدم صحة شبهة الأخباريين - بين القول بأن الأخطاء التي تقع في علوم البشرية ترجع إلى زلَّة قوة واحدة في عملها واستنتاجها ، أو القول بأنها ترجع إلى الخلط بين القوى ، بمعنى أن كلّ قوة من القوى لا تخطأ في عملها ولكن بما أن جميع تلك القوى تمركزت في مصب واحد وهو النفس يقع الخطأ من ناحية ما يصدر من النفس من عملية التركيب وجعل المحمول المستنتج من إحدى القوى لموضوع مستنتج من قوة أخرى ، فهذا الكلام سواء صح تماما أو في الجملة أو لم يصح أصلا بأن افترضنا أن كل خطأ ينشأ من قوة واحدة لا من الخلط بين القوى ، فهذا لا يؤثر في ما نحن بصدده من دعوى أن كثرة الخطاء في الأدلة العقلية تمنع عن الاعتماد عليها .
وعلى أيّ حال ، فالكلام في تحقيق حال هذه الشبهة ومدى صحتها

484

نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 484
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست