آراء جديدة . ولم نعرف أنّه من أين أخذ هذه العلوم ، وعلى من تتلمذ فيها ، ولم يكن يعرف أنّه مطلع على هذه العلوم إلَّا حينما كان يتعرّض لها بالمناسبة ضمن أبحاثه الأصوليّة والفقهيّة . وأخيرا أصبح من خواصّ تلاميذ وأصحاب المجدّد الشيرازي ( قدّس سرّه ) . ثم هاجر أستاذه المجدّد الشيرازيّ إلى سامراء وبقي السيّد الصدر يمارس نشاطه العلمي في النجف الأشرف . ثم سافر في النصف من شعبان من سنة ( 1309 ه ) إلى كربلاء لزيارة الحسين ( ع ) ، ووصلته رسالة في كربلاء من أستاذه الشيرازي يطالبه فيها بالسفر إلى سامراء بلا توان أو تأخر ، فاستجاب إلى دعوة أستاذه ، وذهب إلى سامراء وكان عازما على الرجوع إلى دار هجرته النجف الأشرف . لكنه حينما وصل إلى سامراء ألزمه أستاذه على الإقامة فيها ، وكان السبب في ذلك أنّ السيد المجدّد الشيرازي كان قد ترك التدريس من سنة ( 1300 ) تقريبا لكثرة الاشتغال والمراجعين وضعف المزاج ، فأحلّ السيّد الصدر في سنة ( 1309 ) محلَّه في التدريس ، فأصبح محورا للتدريس في الحوزة في سامراء ، وكانت محاور التدريس آنئذ في حوزة سامراء ثلاثة : 1 - السيد إسماعيل الصدر الأصفهاني . 2 - الميرزا محمد تقي الشيرازي . 3 - السيد محمد الفشاركي . وكان اجتماع أهل الفضل والعلم في درس السيّد الصدر أكثر من غيره . وهكذا استمرت سامراء محورا لإشعاع العلم وكعبة لآمال العلماء ومحطَّ أنظار الفضلاء في التعليم والتعلَّم وتربية الأخلاق وتهذيب النفس إلى أن فجع العالم الإسلامي والمسلمون بوفاة السيد المجدّد الشيرازي ( ره ) . وانتقلت المرجعيّة والزعامة للشيعة من بعد المجدّد الشيرازي إلى السيّد الصدر . وسلَّم أولاد المجدّد الشيرازي ما بقي من أموال وحقوق شرعيّة بحوزة السيّد الشيرازي إلى السيّد الصدر . وكان السيّد الصدر ( رحمه الله ) زاهدا في الزعامة والمرجعيّة ولهذا عزم بعد