بالاجتهاد صاحب الرياض ( رحمه اللَّه ) في سنة ( 1210 ه ) وصرّح بأنّه كان مجتهدا قبل أربع سنين . وهذا يعني أنه قد بلغ الاجتهاد في السنة الثالثة عشرة من عمره الشريف . وهذا ما لم يسمع نظيره إلَّا بشأن العلامة الحلي والفاضل الهندي ، على أنه كان يفوقهما في فنّ الشعر والأدب . وقد ذكر السيّد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل : إن الشيخ محمّد حسن صاحب الجواهر والشيخ حسن بن الشيخ جعفر كاشف الغطاء - وهما من أكابر أساتذة النجف الأشرف - كانا يدينان بالفضل للسيّد صدر الدين عند رجوعه من أصفهان إلى النجف الأشرف ، وكانا يجلسان لديه جلسة التلميذ لدى أستاذه . دخل يوما السيّد صدر الدين على المحقّق صاحب الجواهر ( رحمه اللَّه ) فأقبل صاحب الجواهر إليه آخذا بعضده وأجلسه محلَّه وجلس أمامه وتذاكرا في العلم والفقه ، وانجرّ الكلام إلى اختلاف الفقهاء في مسألة ما ، فبيّن السيد ببيان فائق اختلاف الآراء الفقهيّة في تلك المسألة مع اختلاف طبقاتهم من العصر الأوّل إلى زمانه ، وفرّع الخلاف في ذلك على اختلافهم في المباني والمسالك ، وشرح تلك المباني والفروق فيما بينهما . فتعجّب الشيخ صاحب الجواهر من تبحّر السيد ، وقال بعد ذهاب السيد : ( يا سبحان اللَّه السيّد جالس جميع العلماء وبحث معهم ووقف على أذواقهم ومسالكهم . هذا واللَّه العجب العجاب ، ونحن نعدّ أنفسنا من الفقهاء . هذا الفقيه المتبحر ) . وقد روى في تكملة أمل الآمل عن الشيخ الجليل عبد العلي النجفي الأصفهاني : أنّه دخل السيّد صدر الدين في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك حرم الإمام أمير المؤمنين ( ع ) ، وبعد أن أنهى زيارته للإمام جلس خلف الضريح المقدّس لكي يقرأ دعاء أبي حمزة ، وحينما قرأ الجملة الأولى : « إلهي لا تؤدبني بعقوبتك » أخذه البكاء وكرّر الجملة مرارا وهو يبكي إلى أن غشي عليه فحملوه من الحرم الشريف إلى بيته . وكانت للسيد ( رحمه اللَّه ) كلمات ومقاطع خاصّة لدى مناجاته للَّه تعالى منها قوله :