وثكناتهم ، وألا يتحمّلوا عار مظالم حزب البعث . فأنا غير يائس من العمال وموظَّفي حكومة البعث المغتصبة ، وآمل أن يضعوا أيديهم بأيدي الشّعب العراقيّ ، وأن يزيلوا هذا العار عن بلاد العراق . أرجوه تعالى أن يطوي بساط ظلم هؤلاء الجناة . وها أنا أعلن الحداد العامّ لمدّة ثلاثة أيّام اعتبارا من يوم الأربعاء الثّالث من شهر ( أرديبهشت ) الثّالث والعشرين من نيسان كما أعلن يوم الخميس عطلة عامّة ، وذلك تكريما لهذه الشّخصيّة العلميّة ، ولهذا المجاهد الذي كان من مفاخر الحوزات العلمية ، ومن مراجع الدّين ومفكَّري المسلمين . وأرجو الخالق تعالى أن يعوّضنا عن هذه الخسارة الكبرى والعظيمة على الإسلام والمسلمين . والسّلام على عباد اللَّه الصّالحين . الثّاني من شهر أرديبهشت سنة 1359 روح اللَّه الموسوي الخمينيّ هذا كلّ ما أردت تسجيله هنا من ترجمة مختصرة عن حياة شهيدنا الغالي : آية اللَّه العظمى ، مفجّر الثورة الإسلامية في العراق ، السّيد محمّد باقر الصّدر تغمّده اللَّه برحمته . وأقول : إنّها ترجمة مختصرة ، لأن حياته الشّريفة رغم قصرها - حيث لم يكمل رحمه اللَّه السّابعة والأربعين من عمره - زاخرة ببحر من العطاء والجهاد والفداء والتّحيات ، وليست هذه التّرجمة عدا اغتراف غرفة من هذا البحر ، وبإمكانك - أيها القارئ الكريم - أن تطَّلع - بمطالعة الكتب الأخرى التي كتبت عنه ( رحمه اللَّه ) وباستنطاق سائر طلابه وغيرهم ممن أدركوه وعاشروه - على معلومات أخرى كثيرة عن حياته المباركة التي كانت كلَّها وقفا لخدمة الدّين والعلم ، ولا زالت ثمرات مشاريعه القيّمة تدرّ على المسلمين بالخيرات والبركات ، فهو رغم اغتيال الاستكبار العالميّ له سيبقى خالدا مدى الأعوام والدّهور من خلال عطاءاته الَّتي لا تنتهي ، ومعين علمه وجهاده الَّذي لا ينضب .