والطَّغيان ، وأنّ على المبارزة الشريفة - وقد آمن الشعب الإيراني بقيادته الإسلامية - أن تكون على مستوى هذه المرحلة ، وأن تدرك بعمق ما يواجهها من عداء عظيم لتحقيق أهدافه الكبيرة في عملية التغيير ، لأنّ بناء إيران إسلاميا ليس مجرد تغيير في الشكل والأسماء ، بل هو - إضافة إلى ذلك - تطهير للمحتوي من كل الجذور الفاسدة ، وملء المضمون ملأ جديدا حيّا ، تتدفق فيه القيم القرآنيّة والإسلاميّة في مختلف مجالات الحياة . ولا شك في أنّ البطولة الفريدة الَّتي تحقّقت بها المبارزة في عمليّة مكافحة الواقع الفاسد وهدمه ، تؤكَّد كفاءتها لإدراك هذه المسئوليات وعمقها الروحي والاجتماعي والتّاريخي . ونسأل المولى - سبحانه وتعالى - أن يرعى التّضحيات العظيمة التي يقدّمها الشّعب الإيرانيّ المجاهد ، بقيادة علمائه ، ويجعل من الدّماء الطَّاهرة الَّتي أراقها السّفاكون على السّاحة شموعا تضيء بالنّور ، لتخرج إيران من ظلمات الاستبداد والانحراف إلى تطبيق الإسلام الشّامل في كلّ مجالات الحياة . وليست القافلة الأخيرة من الضّحايا في مدينة ( مشهد ) المقدّسة إلَّا حلقة جديدة من مجازر الطغاة . تغمّد اللَّه الشهداء بعظيم رحمته ، وألحقهم بشهدائنا السابقين ، والصّديقين والصّالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، والعاقبة للمتقين ، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون . محمد باقر الصدر الرّسالة الثانية - وهي موجّهة بعيد الانتصار إلى طلَّابه الذين كانوا قد هاجروا إلى إيران ، وإليك نص الرّسالة : بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم أولادي وأعزائي حفظكم اللَّه بعينه التي لا تنام . السلام عليكم جميعا ورحمة اللَّه وبركاته . أكتب إليكم في هذه اللحظات العظيمة ، التي حقق فيها الإسلام نصرا حاسما وفريدا في تاريخنا الحديث ، على يد الشعب الإيراني المسلم ، وبقيادة