responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 130


إلى جانب الشهيدة العظيمة ، كانت هناك مجموعة من الطلبة والمؤمنين [1] قد هزّهم الحدث ورفعهم الإيمان إلى التحرك بنفس الاتجاه فتجمّعوا في الحرم الشريف ، وبدؤا بقراءة دعاء الفرج كأسلوب للتجمّع والتهيؤ وكان الأخ



[1] وأحدهم السيد على أكبر الحائري الذي كتب يقول في شرح القصّة ما يلي : عندما اعتقل السيد الشهيد ( رحمه اللَّه ) في ساعة مبكَّرة من صباح يوم السابع عشر من رجب سنة 1399 الهجريّة ، كانت الشهيدة ( بنت الهدى ) أوّل من خرجت لإشاعة هذا النبأ وكسر طوق التعتيم البعثي الذي كانوا يخيّمونه على جرائمهم ، فنطقت نطقها صارخة في حرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، وأدّت دورها البطولي الرائع في إبلاغ خبر اعتقال هذا المرجع العظيم من قبل جلاوزة السلطة الغاشمة . وسرعان ما اشتهر هذا النبأ في أوساط المؤمنين المخلصين للسيّد الشهيد ( رحمه اللَّه ) . في النجف الأشرف ، وكان الخبر في بادئ الأمر على شكل شائعة غير مؤكَّدة ، وكان جلاوزة الأمن واقفين على باب دار السيد الشهيد يراقبون الأوضاع عن كثب خشية وقوع حادثة أو ردّ فعل معيّن . وبعد التأكَّد من الخبر وقع الاضطراب والبلبلة في أوساط المؤمنين ، وكانت تخيم علينا جميعا حالة التحيّر والشك في الوظيفة العمليّة ، رغم إحساس الجميع بضرورة وقوع ردّ فعل جماهيري عظيم تجاه هذه الجريمة لانكراء التي قامت بها السلطة الظالمة ، ولكن كل يقول : ما ذا نصنع ؟ . كيف نتحرّك ؟ . ما هي الوظيفة ؟ ما هو الأسلوب ؟ . . . وأنا بدوري شعرت أيضا بأنّ هذه ساعة حرجة لا بدّ فيها من اتخاذ موقف سريع ، فذهبت مع أحد الأخوة المؤمنين - من طلاب السيد الشهيد رحمه اللَّه - إلى بيت شخص آخر من زملائنا الأعزاء ، فعقدنا هناك اجتماعا ثلاثيا للتخطيط حول ما يجب صنعه في هذه الساعات الحرجة ، فكانت نتيجة هذا الاجتماع هو التصميم القاطع بتنظيم مظاهرة جماهيريّة للاحتجاج على هذه الجريمة النكراء ، مع وضع الخطة الكاملة من حيث : تعيين مكان التجمّع ، وساعة الانطلاق ، وكيفية الإعداد . فقد عيّنا الحرم الشريف مكانا للتجمّع وصمّمنا على الانطلاق من هناك على رأس الساعة العاشرة بعد قراءة دعاء الفرج . وانما اخترنا دعاء الفرج ضمن الأدعية المأثورة باعتبار أنّ هذا الدعاء ينتهي باسم الإمام الحجة ( عج ) ، وسيقوم الناس بطبيعتهم احتراما لاسم الإمام ( ع ) فيكون هذا القيام إعدادا للانطلاق في المظاهرة - وهكذا كان ، فقد خرجت أنا وصاحبي من بيت ثالثنا لنبلَّغ المؤمنين بهذا القرار ، فمررنا بأكثر المدارس العلميّة في النجف ، وبلَّغنا من وجدنا فيها من الطلاب والمؤمنين ، والتقينا بمن التقينا من المؤمنين أيضا في الطرق والشوارع وبلغناهم بالأمر ولمّا قرب الموعد ذهبت إلى الحرم الشريف وانتظرت هناك إلى أن حان الوقت واجتمع عدد من المؤمنين ، ولم أجد صاحبي الذي كنت أتعاون معه في القضيّة ولا ذاك الثالث الذي انطلق القرار من بيته ، فصمّمت على أن أبدأ بالأمر ، فشرعت بقراءة دعاء الفرج ، وكان الجميع يردّدون معي جملة جملة ، إلى أن بلغنا اسم الإمام الحجّة عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف ، فقمنا جميعا إجلالا له عليه السّلام ، ثمّ بدأت الشعارات : اللَّه أكبر ، اللَّه أكبر ، نصر من اللَّه وفتح قريب ، عاش عاش عاش الصدر . . . وانطلقت المظاهرة بركضة سريعة . وهنا لا بدّ لي الإشارة إلى مشاركة المرأة المسلمة العراقية في هذه الانتفاضة حيث تواجد عدد من المؤمنات الرساليات في الحرم الشريف واشتركن في بداية المظاهرة إلَّا أنّ سرعة حركة المظاهرة منعتهنّ عن إمكان الالتحاق بالرجال عند الخروج من الحرم الشريف ، فتفرّقن بطبيعة الحال ، وتعرّض بعضهنّ إلى المراقبة والملاحقة من قبل أعضاء جهاز الأمن الإرهابي في العراق . ولمّا انطلقت المظاهرة التحق بنا جمع غفير من المؤمنين من خارج الحرم الشريف ، وسرعان ما اتسع العدد أيضا عندما دخلت المظاهرة شارع الإمام الصادق ( ع ) . وحاولت أجهزة الأمن الإرهابيّة بشتى الأساليب أن تفرّق المتظاهرين منذ خروجهم من الصحن الشريف فلم تستطع ، حتى اقتحمت سيارة الأمن جموع المتظاهرين وهم في شارع الإمام الصادق ( ع ) ، فلم تحصل إلَّا على ضربات قاسية على زجاجها من قبل المتظاهرين . ثمّ واصلت المظاهرة طريقها في شارع الإمام الصادق ( ع ) إلى أن واجهت قوى أمنية مكثفة من جهة الأمام ، فحرفت مسيرها إلى جهة السوق الكبير من أحد الأزقّة المؤدّية إليه ، ولمّا دخلنا السوق وجدنا المحلَّات كلها معطَّلة ، فواصلنا السير في داخل السوق إلى أواخر السوق حيث وقع الاشتباك بين المتظاهرين وجهاز الأمن الإرهابي ، رغم تجرد المتظاهرين من كل سلاح . وتعالت أصوات إطلاق الرصاص من قبل الجلاوزة ، ثم رجع المتظاهرون في داخل السوق باتجاه الحرم الشريف حيث كان الجلاوزة ينتظرونا على مدخل السوق ، فاضطررنا الرجوع مرة أخرى من إحدى الأزقّة إلى شارع الإمام الصادق ( ع ) . وبدأ التفرّق من هناك حيث هرب من هرب وألقي القبض على من ألقي . ثم بدأت عملية إلقاء القبض على الناس بصورة عشوائية في أكثر شوارع النّجف الأشرف ، ممّا يدلّ على مدى الرعب والوحشة التي ابتلت بها الجلاوزة على أثر هذه المظاهرة .

130

نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست