ولا أريد أن أجيب عن ذلك إلَّا بمضون بعض مجريات التحقيق والاستجواب الذي أجري مع السيد الشهيد حين اعتقل في 17 رجب عام 1399 ه . وملخّص مجريات التحقيق مع شهيدنا الغالي في هذا المجال ، تركَّزت على ما يلي : 1 - حين رفض الإمام السيد الخميني شروط السلطة العميلة الَّتي أرادت فرضها عليه في مقابل البقاء في العراق ، قرر سماحته مغادرة العراق إلى الكويت وتمّ سفره المبارك في ساعة مبكرة صباحا ، وحين علم السيد الشهيد بقرار الإمام القائد قرّر ( رضوان اللَّه عليه ) زيارة الإمام رغم ما يترتّب على ذلك من آثار وحساسيات أمنية من ناحية السلطة العميلة ، حيث كانت قوات الأمن قد طوّقت منزل السّيّد الإمام والشارع والأزقّة المؤدية إليه . وقرّر السيد الشهيد الذّهاب إلى منزل الإمام قبل أن يطَّلع على سفر الإمام إلى البصرة وتحدّث في ذلك الوقت بكلام معناه : أن الذهاب إلى منزل الإمام في هذه الظروف ضرورة دينية لأنه تأييد ومساندة للإمام في هذا الظَّرف الصّعب . وذهب الشهيد الغالي إلى منزل الإمام وجلس مدة من الزمن ، وهو المرجع الوحيد الذي وقف هذا الموقف المشرّف في وقت عزّ فيه من يجرؤ على التقرب من الزقاق الذي يقع فيه منزل الإمام ، فضلا عن الدخول فيه . وأتذكر أن البعض قالوا للسيد الشهيد : إن قوات الأمن يمنعون من يريد الوصول إلى منزل السيد الإمام فردّ السيد الشهيد قائلا : على كل حال سأذهب ، وليحدث ما يحدث . وقد سئل السيد الشهيد حين اعتقل في رجب ، عن السبب الذي جعله يتحدّى السلطة - في تلك الظروف العصيبة - ويذهب لزيارة بيت الإمام . 2 - السلسلة القيمة التي كتبها السيد الشهيد ( الإسلام يقود الحياة ) كلمحة فقهية تمهيدية عن مشروع دستور الجمهورية الإسلامية في إيران ، وصورة عن اقتصاد المجتمع الإسلامي ، وغير ذلك . إن هذه السلطة عبرّت بوضوح عن موقف السيد الشهيد ، وتفاعله مع