responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 91


بالإمكان افتراض حزب ما يبدأ عمله بتكوين بنية ذاتية بشكل سرّي ، ثمّ يبدأ في مرحلة سياسية علنية ، ومحاولة كسب الأمّة إلى جانبها ، وجرّها إلى تبنّي تلك المواقف السياسية ، ولكن الواقع في مثل العراق ليس هكذا ، ففي أيّ لحظة تحس السّلطة الظالمة بوجود حزب إسلامي منظَّم يعمل وفق هذه المراحل لتحكيم الإسلام ، تقتل وتشرّد وتسجن وتعذّب العاملين وتخنق العمل في تلك البلاد قبل تمامية تعاطف الأمة معه ، وتحرّكها إلى جانبه ، فما لم يصادف هناك تحوّل آخر دولي في العالم يقلب الحسابات ليس بإمكان الحزب أن ينتقل من مرحلته الأولى إلى المرحلة الثانية . قال ( رحمه اللَّه ) هذا الكلام بحدود سنة 1392 الهجرية .
والَّذي تحقّق بعد ذلك في واقعنا المعاش هو انتصار المرجعية الصالحة في إيران بقيادتها للأمّة الإسلامية الخاضعة لها ، ولولا قيام الدولة المباركة في إيران بجهود الأمّة ككلّ وبقيادة المرجعية الرشيدة المتمثلة في الإمام الخميني - دام ظلَّه - لم يكن هناك معقل للإسلاميّين يلجأوون إليه ، ولم تكن أرض لهم ينطلقون منها في عملهم ، ولكن اللَّه تعالى قد منّ على العباد بهذه الدّولة الَّتي لولاها لما بقي حتى اليوم في العراق مسجد للصّلاة ، أو مرقد لإمام معصوم ، فضلا عن بقاء عمل إسلامي منظَّم فيه .
المرجعية الصالحة والمرجعية الموضوعية :
وأما الثاني - فقد بحث - رحمه اللَّه - طيلة عدة أسابيع أطروحة لما أسماه ( بالمرجعية الصالحة ) ولما أسماه ( بالمرجعية الموضوعية ) ، وأردف ذلك ببيان بعض المقترحات التي ينبغي أن تقوم بها المرجعية الصالحة ، وبعد انتهائه من هذا البحث أمرني بكتابة كل ما جرى فيه فامتثلت أمره وكتبت ما تلخص في تلك الأبحاث ، فأخذه الأستاذ ( رحمه اللَّه ) وأعاد هو بصياغته الخاصة كتابة أبحاث المرجعية الصالحة والمرجعيّة الموضوعيّة بقلمه الشريف ، ولم يكتب المقترحات الَّتي كان قد أردف البحث بها .
ونحن هنا نتعرّض أوّلا لذكر ما كتبه بقلمه الشريف في ترسيم وضع

91

نام کتاب : مباحث الأصول نویسنده : السيد كاظم الحائري    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست