نام کتاب : لمحات الأصول نویسنده : السيد الخميني جلد : 0 صفحه : 23
قم المقدّسة حرم أهل البيت ( عليهم السلام ) إنّ مدينة قم المقدّسة كانت بلدة عامرة بالعلم والفقه منذ القرن الثاني إلى أواخر القرن الرابع ، اكتظّت بعباقرة الحديث والفقه والرجال ، ومنها انتشر العلم إلى سائر الأمصار . فالمحدِّثون القُمّيّون عُرفوا في سماء الحديث والفقه ، وكفاك أنّ إبراهيم بن هاشم ، وابنه علي بن إبراهيم ، وأحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، وأحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري ، ومحمّد بن أحمد بن عمران الأشعري ، وغيرهم من جهابذة الحديث والفقه ، خرّيجوا مدرسة قم ، وقد تركوا مصنّفات ثمينة بقيت مصونة عن حوادث الزمان . نعم : لم يبقَ تألّق نجم العلم في هذه البلدة على منوال واحد ، بل توالى عليه طلوع وغروب مرّة تلو اُخرى إلى أن ساق القضاء رجل العلم والفضيلة ، مثال الزهد والتقى ، آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي - إليها عام 1340 ، فقام بتأسيس الحوزة العلميّة فيها ونفض الغبار عن كاهل حوزتها القديمة ، ونفث روحاً جديدة في عروقها في حين كانت رياح الضلال تعصف في أرجاء العالم كلّه ، ووقعت إيران العزيزة في مهبِّ رياحه ، لكن شاءت الأقدار الإلهيّة أن تكون الحوزة العلميّة سدّاً منيعاً أمام التيّارات الإلحاديّة ، ووتداً راسخاً يحول دون الهزّة العلمانيّة ، فأضحت مناراً فيّاضاً يشعّ نوراً وهداية في قلوب الاُمّة الإسلاميّة ؛ على وجه تمثل قول أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) في حقّ هذه البلدة الطيّبة . هبط المؤسّس آية الله الحائري مدينة قم في 22 من شهر رجب المرجَّب
المقدّمة 23
نام کتاب : لمحات الأصول نویسنده : السيد الخميني جلد : 0 صفحه : 23