منها : أنّه كان خليفة زياد بن أبيه في الكوفة إذا كان زياد في البصرة ، وخليفته في البصرة إذا كان زياد في الكوفة ، فيكون غالبا ستّة أشهر في إحداهما وستّة في الأخرى ، واستخلفه على البصرة وأتى الكوفة ، فجاء وقد قتل « سمرة » ثمانية آلاف من الناس ، فقال له : هل تخاف أن تكون قتلت أحدا بريئا ؟ قال : لو قتلت مثلهم ما خشيت . ومنها : أنّه كان من شرطة ابن زياد وكان أيّام مسير أبي عبد اللَّه الحسين عليه السّلام إلى العراق يحرّض الناس على الخروج إلى قتاله ، كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد . ومنها : أنّه أعطاه معاوية مأة ألف درهم على أن يروي ما يأتي فلم يقبل ، فأعطاه مأتي ألف فلم يقبل ، ثم ثلاثمائة ألف فلم يقبل ، فأعطاه أربعمائة ألف درهم فقبل وروى خطيبا في الشام : أنّه نزلت هذه الآية في حق علي عليه السّلام « و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد اللَّه على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام وإذا تولَّى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل واللَّه لا يحبّ الفساد » وأنّ الآية التالية لها نزلت في ابن ملجم : « ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَه ُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله والله رَؤُفٌ بِالْعِبادِ » . ومنها : أنّه شجّ رأس ناقة النبي صلَّى اللَّه عليه وآله . ففي روضة الكافي عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام أنّه كانت ناقة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله القصوى إذا نزل عنها علَّق زمامها ، فتخرج فتأتي المسلمين فيناولها الرجل بشيء ويناولها هذا بشيء فلا تلبث أن تشبع ، فأدخلت رأسها في خباء « سمرة بن جندب » فتناول عنزة ، فضرب بها على رأسها فشجّها ، فخرجت إلى النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله فشكته . ويظهر ممّا نقل عن أبي حنيفة : أنّ حال « سمرة » كان أسوء عنده من معاوية وعمرو بن العاص وأشباههما ، حيث نقل في روضة العلماء - للزند وبستي - عن أبي حنيفة : انّه كان اتبرّك [1] قول الصحابة ، إلَّا بقول ثلاثة : منهم أبو هريرة ،