وقال عنه العلامة الشيخ محمد حرز الدين : كان عالما متكلما أصوليا ، وقد برع في علم الأصول حتى تخصّص به وأبدع ، وأصبح المدرس الوحيد بالنجف في علم الأصول فحسب ، تحضر بحثه الأفاضل والطلبة المحصلون ، وكان حرا بطبعه وآرائه ومجالسه [1] . وفاته ، ومدفنه : وأصل المحقّق العراقي قدّس سرّه حياته ، بين علم وتدريس وتأليف وإفادة حتى لبى نداء ربه الكريم كانت وفاته في الساعة الأولى من ليلة الاثنين ( 28 ) ذي القعدة سنة 1361 ه . عن عمر يناهر الأربع والسبعين سنة ، وكان لنعيه صدى كبير في الأوساط الإسلامية ، والحواضر العلميّة ، وقد شيّع جثمانه الطاهر جمع حاشد من العلماء والمؤمنين وفضلاء الحوزة وطلبتها ودفن في صحن الروضة الحيدرية ، في الحجرة الثانية على يسار الداخل إلى الصحن الشريف من باب المغرب المعروف بالباب السلطاني . وقد أثكل الإسلام بفقده ، وفجع العلم برحيله ، وكان ذلك اليوم مشهودا في النجف الأشرف ، ودام عزاؤه أياما ، وأقيمت له مجالس التأبين في مختلف الأقطار الإسلامية ، ورثاه الشعراء علما من أعلام الأمة ورمزا من رموزها الخالدة . وأرّخ وفاته الشيخ جواد قسّام النجفيّ قائلا : ما مات من آثاره بعده بين الورى باقية الاسم لما سروا بنعشه والهدى ظلَّت أسى عيونه تدمي بلوعة أرّخته : قد دجا بعد ضياء أفق العلم ( 2 ) خذ
[1] معارف الرّجال 1 : 386 . . ( 2 ) ومادة التاريخ هذه تنقص تسعة ، واستظهر الشيخ آغا بزرگ الطهراني : أنّ الناظم كتب ( دجا ) بالألف المقصورة ، واعتبرها ياء فعدّها عشرة . ( نقباء البشر 3 : 959 ) .