responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة الأصول نویسنده : السيد محمد صادق الروحاني    جلد : 1  صفحه : 43


الفرق بينها وبين الاعراض النسبية ، كمقولة الأين فغير ظاهر .
قلت : الفرق بينهما ، ان تلك الاعراض انما وضعت لهيئات ذوات نسب ، مثلا مقولة الأين انما هي الهيئة القائمة بالكائن في المكان ، واما الحروف فإنما وضعت للنسب الخاصة ، مثلا كلمة " في " وضعت لنسبة الكون في المكان ، و " من " وضعت لنسبة المبتدء به بالمبتدأ منه .
فان قيل : ان مثل قولنا : " زيد في الدار " يدل على مقولة الأين بلا ريب ، والدال عليها في هذه الجملة أحد أمرين : فاما ان يكون هو لفظ الدار ولو مجازا ، وهو خلاف الوجدان .
واما يكون هو لفظ " في " ، فيعلم من ذلك أن كلمة " في " انما وضعت للعرض النسبي المعبر عن وجوده بالوجود الرابطي ، لا لربط الاعراض بموضوعاتها المعبر عنه بالوجود الرابط .
أجبنا : ان الكلام المزبور لا يدل على مقولة الأين ، نعم لازم ما يدل عليه - وهي نسبة الكون في المكان - تحقق مقولة الأين ، ولكن الكلام لا يدل عليها ، وهذا نظير ما لو أخبر المتكلم بمجئ أحد المتلازمين ، فإنه وان كان يستفاد منه مجيئ الاخر الا ان الكلام المسوق لبيان مجيئ أحدهما لا يدل عليه .
فتحصل مما ذكرناه أمور :
الأول : ثبوت الفرق بين الحروف والاعراض النسبية ، فما نسب إلى المحقق العراقي ( ره ) من عدمه ضعيف .
الثاني : انه لا فرق بين الحروف والهيئات ، كما عليه جماعة من الحكماء منهم صدر المتألهين ، فايراد المحقق العراقي عليه غير وارد .
الثالث : ان المعنى الحرفي اخطاري لا ايجادي ، ومع ذلك يكون مباينا مع المعنى الأسمى ذاتا ، لكونه متقوما وجودا وذاتا بالغير ، بخلاف المعنى الأسمى .
الرابع : ان المعنى الحرفي ملحوظ استقلالا ، لكنه في ضمن لحاظ المنتسبين لا وحده ، فإنه بنفسه وذاته متقوم ومتدل بهما ، ولا يكون ملحوظا آلة لغيره . فتدبر فإنه حقيق به .

43

نام کتاب : زبدة الأصول نویسنده : السيد محمد صادق الروحاني    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست