وفيه أيضا عن مهزم قال أبو عبد الله عليه السلام : أخبرني عما اختلف فيه من خلقك من موالينا . قال : قلت في الجبر والتفويض . قال : فاسألني . قلت : الله أقدر عليهم من ذلك . قال : قلت فأي شئ هذا أصلحك الله ؟ قال : فقلب يده مرتين أو ثلاثا ثم قال : لو أجبتك فيه لكفرت 1 . قوله عليه السلام " الله أقهر لهم من ذلك " معناه : ان الله أقوى من أن يقهر عباده ينحو يبطل به مقاومة القوة الفاعلة ، بل هو يريد وقوع الفعل الاختياري من فاعله من مجرى اختياره ، فيأتي به من غير أن يبطل ارادته . وعن تحف العقول 2 كتب على بن محمد إلى شيعته من أهل الأهواز كتابا مفصلا وهو مشحون بالتحقيقات مشتمل على البرهان لاثبات الامر بين الامرين ولغيره من المطالب الدقيقة ، ولا يساعد وضع الكتاب لنقله بتمامه ، وانما نذكر بعض ما رواه عن آبائه عليه السلام : قال عليه السلام : فانا نبدأ بقول الصادق عليه السلام " لا جبر ولا تفويض ولكن منزلة بين المنزلين " وهي صحة الخلقة وتخلية السرب والمهلة في الوقت والزاد مثل الراحلة والسبب المهيج للفاعل على الفعل ، فهذه خمسة أشياء جمع بها الصادق جوامع الفضل . ثم في آخر الرسالة فسر كلام الإمام الصادق عليه السلام ، ففسر صحة الخلقة بكمال الخلق للانسان بكمال الحواس وثبات العقل والتمييز واطلاق اللسان بالنطق ، وفسر تخلية السرب بأنه الذي ليس عليه رقيب يمنعه العمل مما أمر الله تعالى به ، وفسر المهلة في الوقت بالعمل الذي يمتنع به الانسان من حد ما يجب عليه المعرفة إلى أجل الوقت وذلك من وقت تمييزه وبلوغ الحلم إلى أن يأتيه أجله ، وفسر الزاد بالجدة والبلغة
1 - التوحيد باب 59 حديث 11 . 2 - البحار الجزء الخامس ص 68 من طبعة طهران .