responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة الأصول نویسنده : السيد محمد صادق الروحاني    جلد : 1  صفحه : 199


وما عن المتكلمين من النزاع والجدال في أن ارادته تعالى حادثة أم قديمة ، يبتنى على أن يكون المراد من الإرادة هو الشوق . ولكن بعد ما عرفت من أن الإرادة عبارة عن اعمال القدرة ، فكل ما قيل في هذا المقام في غير محله ، إذ على ذلك لا ريب في أنها حادثة مخلوقة له .
فان قلت : ان ارادته تعالى وان لم تكن متعلقة بفعل العبد الا أن إرادة العبد بما أنها خارجة عن تحت قدرته فهي معلولة لإرادته تعالى وموجودة بايجاده ، فتكون ارادته علة لعلة الفعل ، فتكون العلة واجبة الصدور وإلا لزم تخلف مراده عن ارادته ، فالفعل أيضا يكون واجب الصدور ، لان الجبر على العلة جبر على المعلول .
توجه عليك ما تقدم مفصلا من أن الاختيار فعل النفس . وهي موجدة له واختياري بنفس ذاته ، فلا تكون إرادة العبد متعلقة لإرادة الله .
إذا تبينت لك هذه الأمور انكشف جليا دفع هذا الوجه ، فان إرادة الله تعالى لا تكون متعلقة بأفعال العباد ليلزم وجودها ولا يلزم من وجودها من دون تعلق ارادته به التصرف في سلطان المولى ، بعد كون المبادئ بأجمعها تحت اختياره وقدرته كما مر ، فلا جبر .
الآيات التي استدل بها على تعلق إرادة الله تعالى بالافعال وقد يقال : ان في القرآن الكريم قد انتسب الإرادة ومشتقاتها في ثلاث وأربعين آية إلى الله تعالى ، وعلى ذلك فهي متعلقة بأفعال العباد وارادته لا تتخلف عن المراد ، فيعود محذور الجبر .
ولكن يرد عليه أن تلك الآيات على طوائف :
الأولى الآيات الدالة على عدم تخلف المراد عن ارادته ، نظير قوله تعالى " انما امره

199

نام کتاب : زبدة الأصول نویسنده : السيد محمد صادق الروحاني    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست