responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة الأصول نویسنده : السيد محمد صادق الروحاني    جلد : 1  صفحه : 191


إليهم ونسب خلق أنفسهم وأعمالهم إليه تعالى ، وقوله عز وجل " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " 1 فنسب الرمي إلى رسول الله ونفاه عنه ونسبه إليه تعالى .
مع أن الآيات المشار إليها انما هي في غير الأفعال الاختيارية ، بل فيما يجعل شريكا لله تعالى من الجن والشمس والقمر وما شاكل ذلك وتدل على أنها بأجمعها مخلوقة له .
أضعف إلى ذلك أن غاية ما هناك دلالة الآيات على كون جميع الأشياء مخلوقة لله تعالى ، ومنها الأفعال الاختيارية ، فيخصص عمومها بالآيات الكثيرة المتضمنة لنسبة الأفعال الاختيارية إلى العباد البالغة مائة آية ، كقوله تعالى " كل نفس بما كسبت رهينة " 2 وقوله سبحانه " فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دسيها " 3 إلى غير ذلك من الآيات الكريمة .
بل لو تدبرنا في القرآن الكريم نجد أنه تعالى نسب في ما يقرب من ثلاثمائة آية العمل والفعل إلى الانسان ، وعليه فلا شك في تخصيص الآية الشريفة بها .
الاستدلال للجبر بانتهاء الافعال إلى إرادة الله تعالى ثانيهما ان أفعال العباد اما أن تكون متعلقة لمشيئة الله وارادته الأزلية ، واما أن لا تكون كذلك . وعلى الأول يجب وجودها وإلا لزم تخلف المراد عن ارادته ، وعلى الثاني يمتنع وجودها ، إذ بما أن أفعال العباد من الممكنات وكل ممكن لابد وأن يوجد بإرادته وإلا لزم التصرف في سلطان المولى ، فيمتنع وجودها ان لم تكن ارادته تعالى متعلقة بها ، فجميع أفعال العباد انما توجد بإرادة الله فيجب وجودها وليس للعبد اختيار في الفعل .


1 - سورة الأنفال : 18 . 2 - سورة المدثر : 38 . 3 - سورة الشمس : 7 و 8 و 9 .

191

نام کتاب : زبدة الأصول نویسنده : السيد محمد صادق الروحاني    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست