بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه ربّ العالمين ، والصلاة على رسول اللَّه وآله الميامين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين .
وبعد ، فإنّ من أهمّ ما امتازت به الحركة الفقهية والأصولية لدى الشيعة الإمامية هو تكاملها وتطوّرها دائما نحو الأحسن والأمتن ، ويعزى هذا - كما لا يخفى - إلى فتح باب الاجتهاد وإظهار النظر على مصراعيه أمام المحقّقين والمجتهدين ، وهذا يؤدّي بدوره - ولا شكّ - إلى قوّة الآراء المطروحة في حقلي الفقه والأصول نتيجة لتراكم الآراء وانضمام الأنظار بعضها إلى بعض ، فتجد الكثير من العناوين الفقهية والأصولية قد تمّ طرحها على طاولة البحث والتحقيق في الأزمان السالفة والتي قد تمتدّ بعضها إلى عهد النصّ والتشريع ، ولا يزال يتكرّر بحثها ، وكلّ عالم ومحقّق يضيف شيئا إلى ما ذكره أسلافه من المحقّقين ، فجاءت الآراء دائما قويّة ومتينة .
ومن جملة تلك العناوين التي صارت محلَّا للبحث والنظر من قبل الكثير من العلماء والمجتهدين القاعدة المعروفة ب « قاعدة لا ضرر » وهي من القواعد الأساسية التي تبتني عليها الكثير من المسائل الشرعيّة الفرعيّة ، وقد صارت محلَّا للأخذ والردّ سواء في مدركها أو في معنى الضرر المعنون فيها أو في حكومتها على القواعد الأخرى وعدمها ، وغيرها من الأبحاث المتعلَّقة بها .

3