نام کتاب : رسالة حجية الشهرة بين قدماء أصحابنا من الفتاوى الفقهية الحائزة لشروط خمسة نویسنده : الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي جلد : 1 صفحه : 456
« الرابع » ان يحصل من سائر القرائن والامارات على اختلافها . وقبل التصدي لشرح الاقسام لا بد من تقديم مقدمة : وهي ان الوثوق مرتبة أكيدة من المظنة تحصل تارة من قوة السبب ، وتارة من تداخل الأسباب العديدة ، وذلك لأنه إذا كان هناك أسباب عديدة يؤثر كل واحد منها في حصول المظنة ، فإذا اجتمعت تلك الأسباب يؤثر مجموعها في حصول مظنة قوية أكيدة . فلو فرضنا أن للمظنة ، من الدرجة التالية للشك ، إلى الدرجة المتلوة للقطع ، عشر درجات ، وان الوثوق هو الدرجة العاشرة ، أو هي والتاسعة منها ، وفرضنا ان كل واحد من تلك الأسباب يوجب لحصول درجة واحدة من المظنة ، وكانت عدتها عشرة ، يحصل من مجموعها مظنة تبلغ إلى الدرجة العاشرة منها أعني الوثوق . وكذا لو فرضنا أن عدتها خمس ، يوجب كل واحد منها حصول درجتين من المظنة ، فإذا اجتمعت ، يحصل من مجموعها مظنة ، تبلغ إلى الدرجة العاشرة ، وهكذا . إذا عرفت ذلك فاعلم : أن حصول الوثوق في القسم الأول ، لأجل أن كل رواية وإن كانت ضعيفة توجب المظنة لا محالة ، لشهادة الوجدان بحصول التغير في الحالة النفسانية عند اخبار مخبر ، وحصول الرجحان عند النفس لأحد طرفي الشك المستوي الطرفين قبل الأخبار ، أعني الجانب الذي أخبر به المخبر من الوجود أو العدم وهو المسمى بالمظنة ، وان كانت عند ضعف السند ضعيفة جدا ، لكنها تتقوى وتتأكد بتكرر الأخبار ، حتى يبلغ عددها الى حيث أوجب تأكد المظنة وبلوغها إلى الدرجة التي نسميها بالوثوق ، بداهة تأكدها بتعدد أسبابها كما تقدم . بل ربما يحصل من تعدد الاخبار وثوق أقوى من الحاصل من الخبر الصحيح ، فيرجح عليه عند التعارض . وبالجملة إن تعدد الاخبار من جملة أسباب حصول الوثوق .
456
نام کتاب : رسالة حجية الشهرة بين قدماء أصحابنا من الفتاوى الفقهية الحائزة لشروط خمسة نویسنده : الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي جلد : 1 صفحه : 456