responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 184


لماذا يريد أن نتصور ذلك كله ؟ والجواب أن تلفظه بهذه الجملة يدل عادة على أن المتكلم يريد بذلك أن يخبرنا ببرودة الماء ويقصد الحكاية عن ذلك ، بينما في بعض الحالات لا يكون قاصدا ذلك كما في حالات الهزل ، فإن الهازل لا يقصد إلا إخطار صورة المعنى في ذهن السامع فقط على خلاف المتكلم الجاد . فالمتكلم الجاد حينما يقول الماء بارد يكتسب كلامه ثلاث دلالات وهي :
الدلالة التصورية المتقدمة ، والدلالة التصديقية المتقدمة ، ولنسميها بالدلالة التصديقية الأولى ، ودلالة ثالثة هي الدلالة على قصد الحكاية والاخبار عن برودة الماء ، وتسمى بالدلالة على المراد الجدي ، كما تسمى بالدلالة التصديقية الثانية . وأما الهازل حين يقول الماء بارد ، فلكلامه دلالة تصورية ودلالة تصديقية أولى دون الدلالة التصديقية الثانية ، لأنه ليس جادا ولا يريد الاخبار حقيقية ، وأما الآلة حين تردد الجملة ذاتها فليس لها إلا دلالة تصورية فقط . وهكذا أمكن التمييز بين ثلاثة أقسام من الدلالة .
الوضع وعلاقته بالدلالات المتقدمة والدلالة التصويرية هي في حقيقتها علاقة سببية بين تصور اللفظ وتصور المعنى ، ولما كانت السببية بين شيئين لا تحصل بدون مبرر ، اتجه البحث إلى تبريرها ، ومن هنا نشأت عدة احتمالات .
الأول : احتمال السببية الذاتية بأن يكون اللفظ بذاته دالا على المعنى وسببا لاحضار صورته . ولا شك في سقوط هذا الاحتمال لما هو معروف بالخبرة والملاحظة من عدم وجود أية للفظ لدى الانسان قبل الاكتساب والتعلم .
الثاني : إفتراض أن السببية المذكورة نشأت من وضع الواضع اللفظ للمعنى ، والوضع نوع إعتبار يجعله الواضع وإن إختلف المحققون في نوعية

184

نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست