نام کتاب : دراسات في علم الأصول نویسنده : السيد علي الشاهرودي جلد : 1 صفحه : 49
تحققه قبل زمان التكلم هو ذلك ، وان كان مسندا إلى نفس الزمان أو ما فوق الزمان فلا يدل إلَّا على مجرد التحقق كما في قولك « مضى الزمان أو الدهر أو علم اللَّه » وأمثال ذلك ، فيكون استعمال الماضي في هذه الموارد بلا عناية وتجريد ، لأن الزمان لم يكن مأخوذا في معناه أصلا وانما كان مدلولا التزاميا له إذا كان فاعله من الزمانيات ، وهذا هو الَّذي أوجب توهّم جملة من النحويّين كون الزمان الماضي مأخوذا في مدلوله . وأما المستقبل فهيئته موضوعة للحكاية عن التلبس بالمبدأ فعلا وإذا دخل عليه السين أو سوف ينقلب إلى الاستقبال ، وعلى هذا يظهر الوجه في كون مفاد هيئة الأفعال معنى حرفيا ، لأنها تدل على تضييق تلك الصفة بالتحقيق في الفعل الماضي وبالتلبس في المستقبل . وأما هيئة المصدر واسم المصدر فقد ظهر الحال فيهما مما تقدم . وأما هيئة بقية المشتقات من اسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة واسم الآلة والمكان والزمان ونحوها فهي موضوعة لقصد تفهم ذات مبهمة من جميع الجهات سوى اسناد المبدأ وانتسابه إليه ، مثلا هيئة القائم تدل على ذات متصفة بتلك الصفة أما إنسان وأما حائط وأما رمح وأما حيوان وأما غير ذلك . نعم تختلف أنحاء التلبسات فهيئة الفاعل دالَّة على الذات المنتسب إليه المبدأ بالنسبة الصدورية ، وفي المفعول بالنسبة الوقوعية ، وفي الآلة بالنسبة الآلية إلى غير ذلك . وعلى هذا فتكون الذات داخلة في مدلول المشتقات ، ولا وجه لما ذكره بعضهم من بساطة المشتقات بمعنى خروج الذات عن مدلولها ، نعم البساطة بمعنى آخر صحيح كما سنتعرض لذلك إن شاء اللَّه تعالى في محله مفصّلا . استدراك : ذكرنا ان هيئة الجمل الاسمية تدل على قصد المتكلم الاخبار
49
نام کتاب : دراسات في علم الأصول نویسنده : السيد علي الشاهرودي جلد : 1 صفحه : 49