responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في علم الأصول نویسنده : السيد علي الشاهرودي    جلد : 1  صفحه : 145


أصلا ، وذلك لأنّ الإرادة اسم للصفة أو الفعل النفسانيّ - على خلاف في ذلك يبيّن إن شاء اللَّه - قائم بالنفس ولا يعبر عن ذلك بالطلب أصلا ، بل الطلب اسم للتصدي نحو المحبوب ، ولذا لا يقال طالب الدنيا لمن يحبها ، ولا طالب الضالة لمن لم يتصد نحو ضالته ، ولا طالب العلم لمن يحبه ، وإلَّا لأطلق ذلك على جميع العقلاء ، إذ لم نر أحدا لا يحب العلم أو لا يحب الدنيا .
نعم بعد ما تصدى الإنسان نحو محبوبه ومراده يقال : طلب العلم ، أو الدنيا أو الضالة ، ويطلق عليه الطالب والتصدي نحو المراد لو كان من الأمور الاختيارية التي هي تحت قدرة المحب والمريد بان كان المشتاق إليه فعل فتصديه نحوه يكون بعمله الخارجي .
وأمّا لو لم يكن ما اشتاقه فعل نفسه بل كان فعل غيره وخارجا عن اختياره ، أو كان تحت اختياره أيضا ، كما في الشارع ، ولكن المشتاق إليه لم يكن صدور الفعل كيف ما اتفق ، بل كان المصلحة في صدوره عن اختيار العبد ، فالتصدي نحوه حينئذ يكون بأمره بذلك بقول افعل وأمثال ذلك .
وعليه فقول افعل ونحوه يكون حقيقة مصداقا للطلب ، لأنه غاية ما يمكنه المولى في مقام تصديه نحو مراده ، وبهذا ظهر فساد ما في الكفاية [1] من انّ مفهوم الطلب ينشأ باللفظ ، فانّ المفهوم غير قابل للإنشاء ، بل الإنشاء بنفسه مصداق للطلب كما عرفت .
فالصحيح : انّ الطلب والإرادة مفهومان متباينان ، وان أراد الأشعري من تغايرهما ذلك فهو المتين جدا ، بل الظاهر انّ الطلب لا يطلق على مطلق التصدي نحو المراد ولو كان تحقق المطلوب وترتبه على المقدمات مسلما يقينيا ، مثلا لو



[1] كفاية الأصول - المجلد الأول - ص 95 .

145

نام کتاب : دراسات في علم الأصول نویسنده : السيد علي الشاهرودي    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست