responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر الأصول نویسنده : السيد محمد حسن المرتضوي اللنگرودي    جلد : 1  صفحه : 133


الرابطة بين المفردات فلو كانت إيجاديّة - حسب الفرض - لا يكون لها إلاّ مدلول بالذات ، وهو الوجود الخاصّ الرابط بين المفردات ، فعلى هذا لا يكون لشيء من الكلام دلالة يصحّ السكوت عليها ، ويحصل بها التفاهم أصلاً ، وهو خلاف الضرورة والوجدان .
وتوهّم : أنّ المعتبر في حكاية الكلام عن الخارج إنّما هو حكاية مجموعه - بما هو مجموع - عن الخارج ، لا حكاية كلّ لفظ من مفرداته عمّا يقابله ; حتّى يقال : بأنّ الحروف ليس لها مداليل بالعرض ، والوجدان حاكم بأنّ مجموع الكلام - المؤلّف من الأسماء والحروف - يُفهم منه معنىً تركيبيّ غير ما يُفهم من مفرداته .
مدفوع : بأنّ تركّب الكلام تركّب اعتباري ، لا حقيقيّ ; ليحدث من امتزاج بعض أجزائه مع بعض حقيقة ثالثة غير حقائق أجزائه ، ومعنى اعتباريّة التركيب : هو أنّ أجزاءه موجودات مستقلّة ، يمتاز كلٌّ منها عن الآخر بالماهيّة والهويّة ، فلكلٍّ من أجزاء الكلام وجود مستقلّ وحكاية خاصّة ، به يحكي عمّا سيق له من المعاني الخارجيّة ، فلازم إيجاديّة الحروف هو أن لا يكون لها في الكلام دلالة يصحّ السكوت عليها ، ويحصل بها التفاهم ، وهو خلاف الضرورة والوجدان ( 1 ) .
وفيه : ليته ( قدس سره ) قال هذا الكلام من أوّل الأمر ، من دون أن يُتعب نفسه الزكية بذكر الإشكالات والتكلّفات ; لأنّ الباب باب التبادر والظهور ، لا باب البراهين العقليّة ، وواضح أنّ المتبادر عند العرف والعقلاء من جملة « سرتُ من البصرة إلى الكوفة » - مثلاً - هو الربط الواقعي بين السير والسائر من البصرة إلى الكوفة ، وواضح أنّ لفظتي « الكوفة » و « البصرة » لا تدلاّن على الربط ، وهو واضح ، ومجموع الكلام - بما هو مجموع - لم يكن له وضع على حِدَة ، فإذاً الدالّ على الربط ليس إلاّ لفظتي « من » و « إلى » .


1 - نفس المصدر 1 : 44 - 45 .

133

نام کتاب : جواهر الأصول نویسنده : السيد محمد حسن المرتضوي اللنگرودي    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست