الجهة الثانية في الأعراض الذاتيّة والغريبة المعروف بين أصحابنا الأُصوليين مقتبساً من أهل المعقول : أنّ موضوع كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتيّة ( 1 ) . وقد حُكي عن القدماء تفسير العرض الذاتي بشيء يخالفه ما عن بعض المتأخّرين ( 2 ) . ولتوضيح المقال ينبغي الإشارة إلى معنى العارض وأقسامه وأقسام الواسطة ، فنقول : المراد بالعارض هنا مطلق الخارج عن الشيء المحمول عليه ، فيشمل ما يقابل الذاتيّ ( 3 ) في باب الكلّيّات الخمس ، المعبّر عنه في لسان أهل المعقول بالعَرَضي ( 4 ) ، المنقسم إلى الخاصّة والعرض العامّ ، كما يشمل غيره ، مثل كلّ من الجنس والفصل بالإضافة إلى الآخر ، والنوع بالنسبة إليهما . ثُمّ إنّ العارض : إمّا يكون عارضاً لشيء بلا واسطة أصلاً أو مع الواسطة . وعلى الأوّل : إمّا أن يكون : 1 - مساوياً للشيء ، كالتعجّب العارض للإنسان على ما مثّلوا له ، فتأمّل . 2 - أو أعمّ منه ، كالجنس العارض للفصل .
1 - شرح الشمسيّة : 14 سطر 14 ، الحكمة المتعالية 1 : 30 ، شوارق الإلهام 1 : 5 سطر 27 ، الشواهد الربوبيّة : 19 ، هداية المسترشدين : 14 سطر 10 ، الفصول الغرويّة : 10 سطر 23 ، كفاية الأُصول : 21 . 2 - حقائق الأُصول 1 : 7 . 3 - والذاتي ما لم يكن خارجاً عن الشيء ، وهو ثلاثة : 1 - الجنس 2 - والنوع 3 - والفصل . المقرّر 4 - شرح المطالع : 64 سطر 16 ، شرح الشمسيّة : 34 سطر 11 .