responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تهذيب الأصول نویسنده : الشيخ جعفر السبحاني التبريزي    جلد : 1  صفحه : 83


لا يوجب اختلافا في الجهة المبحوث عنها ، وانما الاختلاف في انحاء التلبس والانقصاء وهذا مما لا اشكال فيه ، انما الكلام في وجه هذه الاختلافات ، فانا نرى ان مفهوم التاجر والصائغ والحائك وأمثالها تدل على الحرفة والصناعة ، لا على الحدوث ، كما أن أسماء الآلات والمكان قد تدل على كون الشئ معدا لتحقق الحدث بها أو فيها بنحو القوة لا بنحو فعلية تحقق الحدث بها أو فيها ، فما السر في هذا الاختلاف ، لأنا نرى ان المصداق الخارجي من المفتاح يطلق عليه انه مفتاح قبل ان يفتح ، وعلى المسجد انه مسجد قبل ان يصلى فيه ربما يقال إن هذه المشتقات مستعملة في المعاني الحدثية كسائر المشتقات وانما الاختلافات في الجري على الذوات ، فقولنا هذا مسجد وهذا مفتاح كقولنا هذا كاتب بالقوة حيث إن الكاتب مستعمل في معناه لا في الكاتب بالقوة وكذا الكلام في أسماء الأزمنة والأمكنة والآلات فان الجري فيها بلحاظ القابلية والاستعداد ، واما ما يدل على الحرفة فسر الاطلاق فيه مع عدم التلبس انه باتخاذه تلك المبادئ حرفة ، صار كأنه ملازم للمبدء دائما انتهى ملخصا .
وفيه ان تلك المشتقات مع قطع النظر عن الجري والحمل تفيد معاني غير معاني المشتقات المتعارفة ، فالمسجد بمفهومه التصوري يدل على المكان المتهيئ للعبادة وكذا المفتاح وقس عليه التاجر والحائك حيث ، يدل كل واحد بمفهومه التصوري على الحرفة والصنعة قبل الجري والحمل .
ويمكن ان يقال بعد عدم الالتزام بتعدد الأوضاع ، ان ما يدل على الصنعة والحرفة قد استعمل في تلك المعاني أولا بنحو المجاز حتى صارت حقيقة ، اما باستعمال المواد في الصنعة والحرفة أو استعمال مجموع المادة والهيئة مجازا باعتبار ان المشتقات كأنها كلمة واحدة مادة وهيئة كسائر العناوين البسيطة ، ولكن هذا أيضا لا يخلو من بعد وعلى فرض صحته ليست العناية المصححة فرض الفترات كالاعدام ، ورؤية المبدء الفعلي حاصلا لكون ذلك خلاف المتبادر ، فانا لانفهم من التاجر ومثله الامن كان حرفته كذلك ، لا المشتغل بفعل التجارة دائما كما هو واضح .
ومما ذكرنا يتضح الحال في أسماء المكان والآلات ، مع أنه يمكن ان يقال في المسجد والمحراب ونظائرهما انها قد انقلبت عن الوصفية إلى الاسمية فكأنها أسماء أجناس لا يفهم

83

نام کتاب : تهذيب الأصول نویسنده : الشيخ جعفر السبحاني التبريزي    جلد : 1  صفحه : 83
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست