صار محدودا بالمشخصات والمميزات الفردية فينحل إلى الحصص حصة منه موجودة مع زيد وحصة أخرى مع عمرو وهكذا ، فإن لكل فرد أب من الطبيعة ينضم إلى ما يوجب التشخص والامتياز ، ( وثالثة ) يكون الحد مشخصا للفرد لا للطبيعة ، هذا ما إذا ورد حد على الطبيعة وقسمها إلى الحصص المتحققة مع هذا الفرد وغيره ، فبعد الفراغ عن التحصص والفردية ترد على الفرد أيضا حدود محصلة لهذا الفرد الموجود الواحد مع هذه التبدلات ، فهذه الحدود ليست مشخصة للطبيعة بل من الحدود المشخصة للفرد ، نظير مقدار الحركة الواحدة مثلا ، فإنه إذا تبدل من حد بحد فهو لا يوجب تعددها ما لم يتخلل العدم ، فالحركة الواحدة إذا وردت عليها حدود متتالية فهي أيضا باقية على وحدتها ، وإنما الحدود مشخصات لهذا الفرد من الحركة نظير اختلاف مقدار الشئ بالنمو أو الهزال والسمن ، فإنهما إذا تواردا على شخص واحد بالترتيب يوجب كل منهما تشخصا في الفرد فارغا عن الفردية لا في الطبيعة ، فكم فرق بين الحدود المشخصة للفرد والحدود المشخصة للطبيعة ، فإن شأن الحدود المشخصة للطبيعة أن تجعل الطبيعة حصصا يتحقق كل منها مع كل فرد مشتمل على تلك الحدود والمشخصات ، بحيث لا تتحد هذه الحصة المتشخصة بهذا الفرد مع تشخص منضمة إلى الحصة الأخرى ، فالحصة الموجودة مع زيد غير الحصة الموجودة مع عمرو وهكذا ، وأما الحدود المشخصة للفرد الواحد فإنها بعد ورودها على الفرد لا يوجب تبدل الفرد وتعدده ، بداهة إن الثابت فعلا عين الثابت سابقا ، والكبير عين ما كان صغيرا ، فالمحدود محفوظ ومتحقق في تمام الأحوال ولا ينقلب عن أصله ، غاية الامر ينقلب من حال إلى حال ومن حد إلى حد ، إذا عرفت ذلك تعرف إن إدخال القسم الأخير من القسم الثالث من استصحاب الكلى مما لاوجه له ، بل كان هذا داخلا في أقسام استصحاب الشخصي وليس مربوطا باستصحاب الكلى ، وينبغي التنبيه على أمرين ( أحدهما ) إنه قد يشتبه بعض موارد الاستصحاب بالقسم الثاني أو الثالث من القسم الثالث من استصحاب الكلى ، كما فيما إذا قطع بثبوت حكم لقيام مصلحة مقتضية للوجوب فامتثل ذلك لكن احتمل بقاء الحكم لاحتمال مقارنة مصلحة أخرى مقام المصلحة المستوفاة بالامتثال القائمة بموضوع الحكم بعنوان مغاير مع