الأنصاري وحضر في دراسة بعض كتب الشيخ " ره " بحث العالم الفاضل ميرزا عبد الرحيم الكليبري " قده " ، وفي ذلك الوقت سنة 1330 ه ، قفل أخوه الأكبر السيد العلامة الفقيه الحجة الحاج ميرزا محمد المجتهد المتوفى 1337 ه ، من النجف الأشرف ، وقد بلغ إلى المرتبة الأسنى في الفقه والاجتهاد ، وكانت رحلته إلى النجف سنة 1316 ه ، وكان من أعاظم تلامذة آية الله العلامة الشيخ الشريعة الأصفهاني الشهير ، وتلمذ أيضا عند جمع من الفطاحل والأكابر ، كالعالم الرباني آية الله الشيخ محمد حسن المامقاني ، وآية الله الفاضل الشرابياني ، والآيتين الكاظمين الطباطبائي اليزدي والهروي الخراساني ، والعالم الرباني صاحب الكرامات المولى إسماعيل القره باغي ، المتوفى 1323 ه ، وقد تحمل المشاق في سبيل الدين ، وأسهر ليله في خدمة العلم ، وبلغ إلى الدرجة العليا ، والمكانة السامية في الفضائل ، وكتب عدة مجلدات في الفقه وأصوله ، وكان شريك الدرس والمباحثة مع سيدي الوالد الماجد قدس سره مدة إقامة الوالد الماجد " قده " في النجف الأشرف ، وقد رأيته دائما يتأسف لفقده غاية التأسف ، ولكن الأسف إن الاجل لم يمهله حتى يبث علومه ، وينشر فضائله كما ينبغي . فحضر سيدنا المترجم له بحث أخيه المعظم له في الفقه وأصوله خارجا ، وكتب من أبحاثه قدس سره نحبه . وبعد وفاته تصدى سيدنا المترجم له بعض الشؤون الدينية ، وصلى جماعة في مكان أبيه وأخيه قدس سرهما في المسجد المعروف بتبريز ب ( مسجد حاج ميرزا يوسف آقا ) ، وقد بنى والده المعظم له هذا المسجد في سنة 1290 ه ، وله في بناء هذا المسجد قضايا واتفاقات لطيفة ، ذكرها النادر ميرزا القاجاري في تاريخ تبريز ، كما ذكرناها في محلها على نحو التفصيل ، وقد صلى سيدنا المترجم له في هذا المسجد ، لاقبال الناس إليه ، وائتمامهم به في فرائضهم ، لغاية ورعه ، وعدالته ، وأمانته ، وتقواه ، مع اشتغاله بالبحث والتدريس ، ولكنه لم يكتف بهذه الأمور ، فنهض إلى تكميل الكمالات النفسانية ، والرقي إلى درجات الانسانية ، التي هي الغاية الأسنى ، والنهاية الأقصى للانسان ، فشمر عن ساعديه ، وشد الرحال إلى جانب الطور الأيمن ، وخلع نعليه حينما وصل إلى وادي المقدس ، والأرض الأقدس ، النجف الأشرف ، ودخل في جامعة التشيع تحت لواء