قد كرّرنا أن هذا البحث مفهومي ، فهو يدور حول أنّ مفهوم الهيئة هل هو عبارة عن خصوص الحصّة المتلبّسة بالمبدء من الذات أو أنّه أعمّ من المتلبّسة والتي انقضى عنها التلبّس ، فهو بحث مفهومي مردّد بين الأقل والأكثر ، أو بين المتباينين . فالمراد من « الحال » هو حال التلبّس لا محالة ، لا حال النطق ولا حال الحمل والإسناد ، وممّا يوضّح أنْ ليس المراد حال النطق قولنا : زيد كان ضارباً بالأمس وسيكون ضارباً في الغد ، فإنّه إطلاق حقيقي ، مع أنه ليس المراد حال النطق ، كما يوضّح أنّ المراد ليس حال الإسناد صحّة إطلاق المشتقّات في المجرّدات وهي لا موضوع للزمان فيها . وتلخّص : إن المراد حال التلبّس ، إلاّ أن فعليّة كلّ مادّة بحسبها ، كما ظهر من المقدمة السابقة . هذا تمام الكلام في المقدّمات . . . فما هو مقتضى الأدلّة والأصول . . .