الروايات المسندة . 4 - كلمة « قيل له » ظاهرة في عدم سماع ابن مهزيار من الإمام عليه السلام ، وإلاّ لقال : عن أبي جعفر . ويمكن الذبّ عن الرواية بالجواب عن كلّ ذلك : أمّا عن الأول ، فإنّ التقييد ب « الثاني » متى كان المقصود من أبي جعفر هو الإمام الجواد عليه السلام ، إنما جاء في الأعصار المتأخّرة ، أمّا لزوم ذلك على الرّواة أنفسهم ، فلا دليل عليه . وأما عن الثاني - وهو أتقن الوجوه - فإن ابن شبرمة ، المتوفّى سنة 144 ، وإنْ كان معاصراً للصّادقين عليهما السلام ، إلاّ أنه كان من القضاة الكبار ، وله تلامذة ، فما المانع من أنْ يقال في مجلس الإمام الجواد عليه السلام : قال ابن شبرمة كذا . . . ؟ لقد ظنّ الشهيد الثاني قدّس سرّه ومن تبعه أن هذه الكلمة تعني حضور ابن شبرمة في المجلس وتكلّمه عند الإمام . . . بل الظاهر : وقوع القضيّة في زمن ابن شبرمة ، ثمّ السؤال عنها وعن رأيه فيها من الإمام الجواد عليه السلام الذي قال في الجواب : أخطأ ابن شبرمة . . . وأمّا عن الثالث - وهو الذي اعتمده في ( المحاضرات ) - فإن ظهور « روى » في النقل مع الواسطة أوّل الكلام ، أمّا لغةً فواضح ، وأمّا اصطلاحاً ، فإنّ عدم قولهم « روى فلانٌ » في مورد النقل بلا واسطة ، لا يكفي لأنْ يحمل ذلك على النقل مع الواسطة . . . هذا أوّلا . وثانياً : هذه الرواية في نقل صاحب ( الوسائل ) بلفظ « عن أبي جعفر » إلاّ أنْ يدّعى التعارض بين النقلين ، فيكون المقدَّم لفظ الكافي ، لأصالة عدم الزيادة .