وعلى هذا ، فإن الماهيّة تصلح لشمول جميع الأفراد على الرغم من الاختلاف الكثير فيها كمّاً وكيفاً . قالوا : والإبهام في الماهيّة يكون بالخصوصيّات الخارجة عنها ، فحقيقة الحيوان - مثلا - معلومة ، لكن الإبهام يقع من جهة العوارض ، وكذا الإنسان فإنه الحيوان الناطق ، إلاّ أن الإبهام يكون من حيث الكمّ والكيف والعوارض ، وكلّما كان الإبهام في الماهيّة أكثر كان الصدق أوسع . إلاّ أن المحقق الإصفهاني ذكر عن بعض الأكابر - صدر المتألّهين - الإبهام والتشكيك في نفس الذات ، كأن تكون الشدة والضعف داخلةً في ذات ماهيّة البياض ، لا أن تكون من عوارضها . قال : فهذا هو الجامع الموضوع له اللّفظ ، وإنْ لم يمكن لنا التعبير عنه إلاّ بخواصّه ، كما لو جعل لفظ « الخمر » لتلك الذات المبهمة من حيث الإسكار واللون ومنشأ الاتخاذ ، إلاّ أن تلك الذات مسمّاة بهذا الاسم . فهو جامع مركّب لا بسيط ، خلافاً لصاحب ( الكفاية ) والمحقّق العراقي . وهو جامع ذاتي وفاقاً لصاحب ( الكفاية ) وخلافاً لغيره . قال شيخنا : فما أورد عليه من أنه غير عرفي ، في غير محلّه ، فإنّ الموضوع له لفظ « الركوع » نفس هذا المعنى الذي يفهمه العرف ، غير أنه مبهمٌ بالمعنى المذكور ليشمل جميع الأفراد . وكذا الإيراد بأنه ليس بجامع على الصحيح ، لأن الصّحيح ما هو الجامع لجميع الأجزاء والشرائط المعتبرة ، وما ذكره غير منطبق عليه ، نعم ، هذه