مفاداً لأحد الأفعال الناقصة ، كأن نقول : الجدار كان له البياض ، أو يكون له البياض . وهكذا . وفي ( الأسفار ) في فصل قبل الموادّ الثلاث يقول : « وأمّا الوجود الرابطي الذي هو احدى الرابطتين في الهليّة المركّبة ، فنفس مفهومه يباين وجود الشيء في نفسه . وفي قولنا : « البياض موجود في الجسم » اعتباران ، اعتبار تحقّق البياض في نفسه وإنْ كان في الجسم ، وهو بذلك الاعتبار محمول بهل البسيطة ، والآخر إنه هو بعينه في الجسم ، وهذا مفهوم آخر غير تحقّق البياض في نفسه ، وإنْ كان هو بعينه تحقّق البياض في نفسه ملحوظاً بهذه الحيثية ، وإنما يصح أن يكون محمولا في هل المركّبة » [1] . وفي هذا الكلام أيضاً تصريح بما تقدَّم ، فإنه يقول بأن الوجود الرابط يكون في الهليّة المركّبة . والهليّة المركّبة ليست في الخارج . وعلى الجملة ، فإن المستشكل لو لاحظ هذه الكلمات وتأمّل فيها لما أشكل بما ذكر . وكذلك كلمات المحقق اللاّهيجي ، الصريحة في أن الوجود الرابط إنما هو في التصديقات المركبة الإيجابيّة ، فموطن الوجود الرابط لا علاقة له بالخارج . . . فإنّه ليس الكلام عن تعدّد الوجود في الخارج ، نعم صرّح بذلك بعضهم ، لكن هؤلاء ليسوا ممّن يعتمد على كلامهم في الفلسفة . وتحصل : إن الوجود الرابط في القضايا والنسب الموجودة في القضايا هو مدلول الحرف .