نعم ، لازم ذلك في الماديّات مثل « وجد زيد » ، و « يوجد زيد » هو الخروج من القوة إلى الفعل ، ومن العدم إلى الوجود ، وهذا لا ينافي ما ذكرناه في المفهوم الموضوع له الهيئة . كما أنّ « الاقتران » بالزمان أمرٌ ، وكون الزمان دخيلا في المعنى أمرٌ آخر ، وقد جاء في كلام ابن الحاجب ونجم الأئمة الرضي الإسترابادي وغيرهما أن الفعل كلمة مدلولها الحدث المقترن بأحد الأزمنة الثلاثة ، وهكذا جاء في كلام ابن هشام ، إلاّ أنّه خالف فقال كبعضهم في ( شذور الذهب ) [1] بدلالة الفعل على الزمان ، ولذا ورد الإشكال . والحاصل : إن الوقوع في الزمان والاقتران به في الوجود يعتبر قيداً للمفهوم وليس جزءً له ، فصحّ إطلاق الهيئة في الزمانيّات ، وفي المجرّدات ، وبالنسبة إلى الباري سبحانه وتعالى ، فتدبّر . 4 - هل يجري النزاع في اسم الآلة واسم المفعول ؟ قد عرفت موضع النزاع في بحث المشتق ، وأنه بحثٌ هيوي وليس بمادّي ، فلا دخل لاختلاف المواد فيه ، من كون المبدء أمراً فعليّاً ، أو أمراً شأنيّاً ، أو ملكةً من الملكات ، أو حرفةً من الحرف . ففي مثل « القيام » يكون التلبّس هو التلبّس الفعلي بالمبدء ، فإذا انقضت الفعليّة فقد انقضى عنه المبدء . وفي مثل « المجتهد » يتحقق التلبّس بتحقق الملكة ، ويكون انقضاؤه بانقضاءِ الملكة ، ولذا يصح إطلاق المجتهد على صاحب الملكة وإن كان في حال النوم مثلا .