« الصّلاة » حصة في قولنا : الصلاة في المسجد كذا . وكذا « من » و « إلى » يصيّران « السير » حصّةً في قولنا : سرت من البصرة إلى الكوفة ، فهي حروفٌ تخرج المفاهيم والمعاني عن إطلاقها ، وتحصّصها ، لكن ليس معاني هي الحروف هذه التحصيصات والتضييقات ، بل هي النسب ، فمعنى « في » النسبة الظرفية ، ومعنى « من » النسبة الابتدائية ، ومعنى « إلى » النسبة الإنتهائية ، وهذه المعاني لازمها التضييق . وسيأتي تفصيل ذلك في بيان الرأي المختار . * مناقشات السيّد الأستاذ وتكلّم السيد الأستاذ في ( المنتقى ) [1] على نظرية التضييق في جهات نلخّصهاكما يلي : 1 - إنّ التضييق من الأفعال التسبّبية التوليدية التي تتحقق بأسبابها ، بلا توسيط الإرادة والاختيار في تحقّقها ، وهو مسبّب عن الربط بين المفهومين بلا اختيار ، فهو مسبب والربط والنسبة سبب ، ولولا حصول الربط والنسبة بينهما كالربط بين زيد والدار لا يتحقق التضييق في مفهوم زيد . فإنْ أراد من وضع الحروف لتضييق المعاني الاسميّة وضعها للمسبَّب ، أي نفس التضييق دون السبب ، فهو غير معقول ، لأنّ الحرف إمّا أن يوضع لمفهوم التضييق ، أو لمصداقه وواقعه ، لكن الأوّل باطل ، للتباين بين مفهوم التضييق ومفهوم الحرف ، عند العرف ، مع استلزام الوضع له الترادف بين اللّفظين في المعنى ، مضافاً إلى أن التضييق من المفاهيم الاسميّة . والثاني يبطل بوجوه : الأول : إن الوضع بإزاء الوجود ممتنع ، لكون الغرض من الوضع هو