للجامع بين العمرة والحجّ نعم كلَّما يقابل الحجّ بالعمرة فالمراد منه غير العمرة وإلَّا فكلما أطلق الحجّ بدون أن يقابل بالعمرة فالمراد هو الأعمّ منهما فإذا ورد في الأخبار ما يدلّ على وجوب قضاء الحجّ فالمراد منه الأعمّ من الحجّ والعمرة والحاصل أنّه يدلّ على كلّ من الحجّ منفردا والعمرة منفردة تمام الأخبار الدّالة على وجوب قضاء الحجّ ويدلَّك على هذا بعض الأخبار مثل ما رواه عمر بن أذينة قال سألت أبا عبد اللَّه ( ع ) عن قول اللَّه عزّ وجلّ * ( ولِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) * يعني به الحجّ دون العمرة قال ( ع ) لا ولكنّه يعني الحجّ والعمرة جميعا لأنّهما مفروضان [1] فإنّه يستفاد منه انّ كلّ واحد منهما فرض على حدة وإلَّا لقال ( ع ) ( لأنّهما مفروض واحد جميعا ) ويطلق على كلّ منهما الحجّ وأيضا يدلَّك عليه صحيحة معاوية بن عمّار قال سألت أبا عبد اللَّه ( ع ) عن يوم الحجّ الأكبر [2] فقال هو يوم النّحر والأصغر هو العمرة [3] وما رواه زرارة عن أبي عبد اللَّه ( ع ) قال الحجّ الأكبر الوقوف بعرفة وبجمع ورمي الجمار بمنى والحجّ الأصغر العمرة [1] وما رواه عبد الرّحمن عن أبي عبد اللَّه ( ع ) قال يوم الحجّ الأكبر يوم النّحر ويوم الحجّ الأصغر يوم العمرة [4] إلى غير ذلك فإنّها أيضا تدلّ على إطلاق الحجّ على العمرة حقيقة وكلَّما دلّ على وجوب القضاء عن الحجّ يشمل العمرة أيضا ولا احتياج إلى دلالة دليل آخر على وجوب القضاء عن أحدهما منفردا كما لا يخفى .
ثانيها انّ كلا من الحجّ والعمرة دين على الميّت ويجب قضاء ديونه مطلقا سواء كانا مجتمعين أو منفردين امّا انّ كلّ واحد منهما دين فيدلّ عليه الأخبار الكثيرة مثل ما روى عن جعفر بن محمّد ( ع ) انّ رجلا أتاه فقال أبي شيخ كبير لم يحجّ أفأجهّز رجلا يحجّ عنه .
فقال نعم انّ امرأة سألت رسول اللَّه ( ص ) أن يحجّ عن أبيها لأنّه شيخ كبير فقال رسول اللَّه ( ص ) نعم فافعلي انّه لو كان على أبيك دين فقضيته عنه أجزأه ذلك [5] وفي رواية

[1] في الباب الأوّل من أبواب العمرة من حجّ الوسائل .
[2] في الآية الثالثة من سورة البراءة .
[3] في الباب الأوّل من أبواب العمرة من حجّ الوسائل .
[1] في الباب الأوّل من أبواب العمرة من حجّ الوسائل .
[4] في الباب الأوّل من أبواب العمرة من حجّ الوسائل .
[5] في الباب 28 من أبواب وجوب الحجّ وشرائطه من حجّ مستدرك الوسائل .

262