نام کتاب : بدائع الدرر في قاعدة نفي الضرر نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 72
نسجوا على منواله ، فترى أنّ السيوطي وصاحب تاج العروس [1] قد أخذا العبارة منه بعينها ، واقتصرا على بعض كلامه ، والطُّريحيّ قد عبّر بعين ألفاظه من غير زيادة ونقيصة . وبالجملة : الظاهر أنّ هذا الكلام قد صدر منهم لقاعدة باب المفاعلة ، وتبعاً لابن الأثير من غير تدقيق وفحص في موارد استعمالات الضِّرار . هذا ، مضافاً إلى أنّ إطلاق " المُضارّ " في رواياتنا على سَمُرةَ بنِ جُندَب ممّا يوجب القطع بأنّ الضِّرار الواقع في هذه القضية ليس بمعنى المجازاة على الضرر أو بمعنى إضرار كلّ بصاحبه ، وأنّ قوله : ( إنّك رجل مُضارّ ) بمنزلة الصُّغرى لقوله : ( ولا ضرَرَ ولا ضِرار ) . وقد عرفت [2] عدم ثبوت ورود ( لا ضرَرَ ولا ضِرار ) مستقلاً من رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله - بل لم يثبت عندنا إلاّ في ذيل قضية سَمُرة ، مع أنّه قد أشرنا سالفا إلى أنّه بعد الفحص الأكيد لم أرَ مورداً استعمل الضِّرار وتصاريفه بالمعنى الذي ذكره ابن الأثير وتبعه غيره . فقد تبيّن من جميع ما ذكرنا : أنّ الضِّرار تأسيس ، لا تأكيد وتكرار للضرر ، ولا يكون إلاّ بمعنى التضييق وإيصال المكروه والحرج ] إلى [ الغير ، فتدبّر .
[1] هو محمّد بن محمّد بن عبد الرزاق الحسيني الزبيدي ، المكنى بابي الفيض ، والمُلقب بالمرتضى ، عالم باللّغة والرجال والأنساب ، أصله من مدينة واسط ، له عدة مصنفات أشهرها : ( تاج العروس في شرح القاموس ) ، ( شرح إحياء العلوم ) وغيرهما ، توفي بالطاعون سنة 1205 ه في مصر . انظر الكنى والألقاب 3 : 146 ، الأعلام 7 : 70 . [2] انظر صفحة رقم : 43 و 70 - 72 .
72
نام کتاب : بدائع الدرر في قاعدة نفي الضرر نویسنده : السيد الخميني جلد : 1 صفحه : 72